في تصريحات غير متوقعة، أكد "بيل غيتس" الملياردير الأمريكي صاحب الثروة التي تقدر بنحو 158 مليار دولار، أنه لا يرى نفسه متقاعدًا قريبًا ،. وعندما يلتقي غيتس بصديقه القديم وارن بافيت، الذي يواصل العمل بكل نشاط رغم بلوغه 94 عامًا، يشعر بالإلهام .
فبافيت، الذي يشغل منصب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة "Berkshire Hathaway" ، يعمل 6 أيام في الأسبوع بدون انقطاع .
غيتس، الذي يخطط لمواصلة هذا المسار، يأمل أن تتيح له صحته أن يسير على خطى بافيت .
وفي حديثه مع CNBC Make It، قال غيتس :
" صديقي وارن لا يزال يذهب إلى المكتب كل يوم. آمل أن أتمكن من العمل على هذا النحو، لعدة سنوات قادمة، مثل وارن " .
لكن ماذا يفعل غيتس الآن بثماره المالية ؟
رغم مرور سنوات منذ تركه مايكروسوفت، لا يزال غيتس يضع قضايا مثل الصحة والفقر وتغير المناخ على رأس أولوياته ، وهو يخصص جزءًا كبيرًا من ثروته لتمويل الحلول التي يسعى من خلالها لتغيير العالم، وخاصة في مجالات الأمراض المستعصية مثل شلل الأطفال والملاريا .
الحديث عن غيتس لا يتوقف هنا. فمشروعه الجديد، سلسلة وثائقية على منصة "نتفليكس" تحت عنوان " ماذا بعد ؟ المستقبل مع بيل غيتس " ، سيكشف المزيد عن رؤيته للمستقبل ، ويأمل غيتس أن تساهم هذه السلسلة في تسليط الضوء على القضايا الملحة التي يشغل بها نفسه، مثل خفض وفيات الأطفال إلى النصف .
لكن بعكس أيامه الأولى في عالم التكنولوجيا، حيث كان العمل لا يتوقف، تغيرت نظرة غيتس تجاه العمل. في سنوات شبابه، كان يرفض إجازات أو راحة، حتى كان يراقب موظفيه بدقة، لكن تغيرت فلسفته بفضل نصائح بافيت .
ففي حديث سابق مع الصحفي تشارلي روز، أكد بافيت على أهمية "إدارة الوقت" بدلًا من "ملء كل دقيقة" ، وأنه لا يمكن شراء الوقت .
اليوم، يُقدّر غيتس وقت الراحة. يقول إنه يحب القراءة، يمارس التنس، وحتى يتوقف للاستمتاع بالعطلات . بل أنه يخصص ما يصل إلى ثلاث ساعات يوميًا للقراءة، ويواصل السعي لاكتساب معارف جديدة حول مواضيع مثيرة، مثل مرض الزهايمر والذكاء الاصطناعي .
لا شك أن غيتس لا يزال يضع نصب عينيه هدفًا أكبر : الاستمرار في العمل بإصرار نحو تحسين العالم .
وكلما اقترب من عمره السبعين، يبدو أن طموحاته تزداد قوة بدلًا من أن تنحسر .