لا تزال محافظة اللاذقية تشهد اندلاع حرائق حراجية واسعة في عدة مناطق من الريف، مستمرة لليوم الخامس على التوالي، وسط اشتداد سرعة الرياح التي تزيد من توسع النيران وتعيق جهود السيطرة عليها، مما يشكل كارثة حقيقية تهدد البيئة وحياة السكان.
في منطقة الغسانية ( الفلك ) بناحية رأس البسيط، اقتربت النيران بشكل خطير من المنازل، ما استدعى فرق الدفاع المدني إلى إجلاء المدنيين وتأمينهم في أماكن أكثر أماناً، وسط محاولات حثيثة من الفرق لإخماد النيران ومنع تمددها.
كما حاصرت النيران رجال الإطفاء في مناطق كارن كول والبركة بناحية قسطل معاف في ريف اللاذقية الشمالي، حيث أدت سرعة الرياح إلى زيادة اتساع الحرائق، مع وجود صعوبات كبيرة في الوصول إلى بؤر النيران بسبب عدم وجود طرق أو خطوط نار واضحة.
مدير مديرية الحراج في وزارة الزراعة الأستاذ مجد سليمان أكد أن الحرائق امتدت إلى الجهة الجنوبية والجنوبية الغربية من محمية الفرنلق، وشملت قرى قسطل معاف، المزرعة، بيت ملق، القنطرة، والخضراء، وهي مناطق حراجية وصنوبرية كثيفة، وتُعد من المناطق المهمة في المحمية على الناحية الجنوبية، كما تأثرت قرية عطيرة في الجهة الشمالية الشرقية.
وتتركز الجهود على حماية نواة المحمية والنقاط الحيوية ذات التنوع البيولوجي والكثافة الحراجية العالية، وخاصة غابات السنديان شبه العذري، مع محاولات لعزل محور الكبير وغابات الفرنلق عن امتداد النيران إذ تبلغ مساحة المحمية نحو 5360 هكتاراً.
في قرية بيت القدار وقرية فلك، اندلع حريق مفاجئ، و وجد المدنيون أنفسهم محاصرين وسط النيران بعد إغلاق الطريق الوحيد بجرافة بشكل مفاجئ، حيث خرج الأهالي لمساعدة فرق الدفاع المدني لكنهم أصبحوا محاصرين بالنار بدل أن تُحمى أرواحهم.
محافظة اللاذقية شهدت تواجداً أمنياً مكثفاً، حيث قام قائد الأمن الداخلي العميد عبد العزيز هلال الأحمد، ومدير الأمن في الريف الشمالي محمد يحيى نضال جدوع بجولة تفقدية لمواقع انتشار الوحدات الأمنية والشرطة، لدعم فرق الدفاع المدني والطوارئ وإدارة الكوارث، وتعزيز التنسيق لضمان الاستجابة السريعة وحماية السكان والممتلكات.
الدفاع المدني حذر أيضاً سكان ريف إدلب الغربي من المخاطر الصحية الناتجة عن تصاعد الدخان الكثيف بسبب الحرائق في اللاذقية، حيث ازدادت كثافة الدخان نتيجة حركة الرياح الجنوبية الغربية، مما أثر على مناطق واسعة في إدلب، خصوصاً الأجزاء الغربية والشمالية الغربية.
و دعا المدنيين إلى اتخاذ إجراءات وقائية كارتداء الكمامات، إغلاق النوافذ، البقاء في المنازل، خاصة للأطفال وكبار السن ومرضى الجهاز التنفسي، والتوجه إلى أقرب نقطة طبية عند ظهور أعراض ضيق التنفس أو الغثيان.
تستمر فرق الإطفاء بعملها الشاق في مواجهة النيران وسط تحديات تشمل الرياح القوية، درجات الحرارة المرتفعة، وعرة التضاريس، نقص المياه، وانفجار مخلفات الحرب، بينما ناشد المدنيون السلطات بتقديم الدعم وتوفير ممرات آمنة للإخلاء.
تواصل فرق الإطفاء السورية والتركية معركتها البطولية في قرية الشيخ حسن، وسط تضاريس صعبة وألسنة لهب لا تهدأ، في محاولة لمنع امتداد الحريق.