إنجاز سعودي : فصل التوأم السيامي السوري في الرياض بمشاركة 24 طبيبًا

في إنجاز طبي وإنساني جديد، أعلن فريق طبي سعودي برئاسة الدكتور عبد اللّٰـه الربيعة، عن نجاح عملية فصل التوأم السيامي السوري "سيلين وإيلين" التي أُجريت اليوم في مستشفى الملك عبد اللّٰـه التخصصي للأطفال بمدينة الملك عبد العزيز الطبية التابعة لوزارة الحرس الوطني في الرياض.

التوأم السيامي السوري، الطفلتان "سيلين وإيلين عبد المنعم الشبلي"، ولِدتا في شباط 2024 في مخيم عرسال للاجئين السوريين في لبنان، ضمن حمل ثلاثي أسفر عن طفلتين ملتصقتين وطفل ثالث سليم.

جرت ولادتهما بعملية قيصرية في مستشفى رفيق الحريري ببيروت، وبلغ وزنهما المشترك عند إجراء العملية نحو 14.5 كيلو غراماً، ويبلغان من العمر عاماً ونصف تقريباً.

العملية، التي استغرقت نحو 9 ساعات ونُفذت على ست مراحل دقيقة، شارك فيها 24 طبيباً من الاستشاريين والمتخصصين إلى جانب عشرات الممرضين والفنيين من تخصصات عدة تشمل جراحة الأطفال، وجراحة التجميل، والتخدير، والرعاية المركزة.

و وُضعت بالونات طبية تحت الجلد مسبقاً لتوسيع الجلد استعداداً لتغطية المناطق المكشوفة بعد الفصل.

وأوضح الدكتور عبد اللّٰـه الربيعة أن الفحوص الدقيقة أظهرت أن التوأم كانتا ملتصقتين في أسفل الصدر والبطن، وتشاركان في الكبد وغشاء القلب، و ربما الأمعاء، مما تطلّب استعداداً خاصاً للعملية لضمان سلامتهما بعد الفصل.

وأضاف أن هذه العملية تُعد الرابعة من نوعها لتوائم من سوريا، والعملية رقم 66 ضمن البرنامج السعودي لفصل التوائم السيامية، الذي انطلق عام 1990 ونجح في فصل 65 توأماً من 27 دولة حتى الآن، بعد دراسة أكثر من 150 حالة.

وتابع وزير الصحة السوري الدكتور مصعب العلي، تفاصيل العملية مباشرة عبر الفيديو، وهنأ والد التوأم بنجاحها، مثمناً الدعم السعودي المتواصل للقطاع الصحي السوري، خصوصاً في التعامل مع الحالات الحرجة.

وأكد العلي أن هذه العمليات الجراحية الدقيقة لا تزال غير متاحة في سوريا حالياً، مما يعكس التقدم الكبير الذي أحرزته المملكة في هذا المجال.

من جهته، عبّر المتحدث الرسمي لمركز الملك سلمان للإغاثة، الدكتور سامر الجطيلي، عن فخره بهذه اللحظة، واصفاً إياها بأنها "تحمل الكثير من الأمل والألم"، مشيراً إلى أن العملية تمثل خطوة جديدة نحو منح التوأم "سيلين وإيلين" حياة طبيعية.

و وفق منظمة الصحة العالمية، فإن حالات التوائم الملتصقة تحدث بمعدل حالة واحدة بين كل 100 ألف ولادة حية، وتكون الإناث أكثر عرضة لها من الذكور.

وتُعد عمليات الفصل، خاصة في حالات الالتصاق بالرأس، من أعقد الجراحات في الطب، مع نسبة وفيات تصل إلى 60% عند الولادة، بينما تقل الصعوبة نسبياً في حالات الالتصاق بالبطن أو الصدر، لكنها تظل ضمن نطاق العمليات عالية الخطورة والدقة.

وتأتي هذه العملية في إطار جهود المملكة العربية السعودية المستمرة في المجال الإنساني والطبي، وتحديداً ضمن برنامج فصل التوائم السيامية الذي يشرف عليه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، تأكيداً على دورها الريادي في دعم الأطفال والحالات الحرجة من مختلف دول العالم.