أسعار النفط تواصل التراجع بضغط من زيادة إنتاج "أوبك+" والمخاوف الاقتصادية

شهدت أسواق النفط العالمية تراجعاً ملحوظاً في الأسعار خلال تعاملات يوم الإثنين 4 آب، مدفوعة بقرار تحالف "أوبك+" زيادة الإنتاج إلى جانب مخاوف المستثمرين من تباطؤ النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط عالمياً.
وسجل خام برنت انخفاضاً بلغ 23 سنتاً ليستقر عند 69.44 دولاراً للبرميل، بينما تراجع خام غرب تكساس الوسيط 17 سنتاً ليصل إلى 67.16 دولاراً للبرميل، وذلك بعد خسائر سابقة ناهزت دولارين للبرميل في نهاية تعاملات الأسبوع الماضي.
وجاء هذا التراجع في أعقاب إعلان تحالف "أوبك+" عن زيادة إنتاجه بمقدار 547 ألف برميل يومياً خلال شهر أيلول، في خطوة تهدف إلى تعزيز الحصة السوقية للتحالف. وأرجع التحالف قراره إلى تحسن مؤشرات الاقتصاد العالمي وانخفاض مستويات المخزونات النفطية.
من جهة أخرى، توقع محللو "غولدمان ساكس" أن تبلغ الزيادة الفعلية في الإمدادات النفطية نحو 1.7 مليون برميل يومياً، أي ما يعادل ثلثي الكمية المعلنة، وذلك بسبب عجز بعض أعضاء التحالف عن الوفاء بحصص الإنتاج المقررة لهم. وأشار البنك في تقرير له إلى أن تحالف "أوبك+" قد يلجأ إلى تجميد مستويات الإنتاج بعد أيلول في ظل الظروف الجيوسياسية الحالية، خاصة مع توقع زيادة المعروض النفطي من خارج المنظمة.
وفي تعليق على تطورات السوق، قالت المحللة في "آر.بي.سي كابيتال ماركتس" حليمة كروفت إن "الرهان على قدرة السوق على استيعاب الإمدادات الإضافية قد أثبت نجاحه لصالح الدول التي تمتلك طاقات إنتاجية فائضة خلال فصل الصيف الحالي."
إلى ذلك، لا يزال قطاع النفط يواجه تحديات جمة بسبب العقوبات الغربية المفروضة على روسيا وإيران، حيث حذر خبراء من احتمال تأثر الإمدادات العالمية في حال تشديد تلك العقوبات. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد هدد مؤخراً بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على واردات النفط الروسي، في محاولة للضغط على موسكو لإنهاء عملياتها العسكرية في أوكرانيا.
وفي سياق متصل، أفادت مصادر تجارية بتغيير مسار سفينتين محملتين بالنفط الروسي كانتا في طريقهما إلى الهند، وذلك في أعقاب الإعلان عن عقوبات أمريكية جديدة. ومع ذلك، أكد مسؤولون هنود أن بلادهم ستواصل استيراد النفط الروسي بغض النظر عن التهديدات الأمريكية.