أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، يوم الاثنين 28 يوليو / تموز ، أن وفداً من الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة سيزور طهران خلال الأسبوعين المقبلين، مشيراً إلى أن الزيارة تهدف إلى مناقشة آفاق التعاون المستقبلي بين الجانبين، وذلك وفقاً لدليل إرشادي سيُقدَّم بناءً على قانون برلماني جديد يفرض قيوداً على هذا التعاون.
ويأتي الإعلان الإيراني بعد أيام قليلة من تصريح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن طهران أبدت استعدادها لاستئناف المحادثات الفنية، في خطوة تبدو كأنها محاولة لاحتواء التوتر المتصاعد بين الطرفين.
كما قال نائب وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب آبادي، خلال زيارة لنيويورك، إن إيران وافقت على استقبال فريق فني من الوكالة لمناقشة "آلية جديدة" لإدارة العلاقات بين طهران والوكالة، موضحاً أن الزيارة لن تشمل تفقد المواقع النووية الإيرانية.
وكانت إيران قد أعلنت مطلع يوليو الجاري وقف تعاونها مع الوكالة، في خطوة تصعيدية وصفت من قبل خبراء بأنها تنذر بدخول الأزمة النووية الإيرانية مرحلة أكثر خطورة.
هذا القرار جاء عقب مصادقة الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان، على قانون أقره البرلمان بعد ضربات جوية إسرائيلية وأميركية غير مسبوقة استهدفت منشآت نووية إيرانية، وأسفرت عن مقتل المئات.
واعتبرت طهران أن الوكالة الدولية ومديرها العام تواطؤوا مع "الجرائم" التي طالتها، متهمةً الوكالة بالمساعدة في التمهيد للهجمات من خلال تقاريرها المنتقدة لإيران.
وخلال الشهر نفسه، سحبت إيران كاميرات المراقبة التابعة للوكالة من منشآتها النووية، كما أعلنت عن مغادرة عدد كبير من مفتشي الوكالة للبلاد.
وفي المقابل، أفادت الوكالة في منشور عبر منصة "إكس" أن مفتشيها كانوا متواجدين في طهران طوال فترة التصعيد العسكري الذي استمر 12 يوماً مع إسرائيل، وتخللته ضربات أميركية استهدفت البنية التحتية النووية الإيرانية.
الرئيس الإيراني بيزشكيان، خلال مكالمة هاتفية مع رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا في 10 يوليو، ربط استمرار تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بإجراء الوكالة لتغييرات على ما وصفه بـ "معاييرها المزدوجة" تجاه الملف النووي الإيراني.
في المقابل، أكد كوستا دعم الاتحاد الأوروبي للدور المحوري الذي تلعبه الوكالة في الحفاظ على الأمن النووي العالمي.
وفي تصريحاته الأخيرة، حذّر بيزشكيان من أن تكرار أي عدوان على إيران سيقابل برد أكثر "حسماً وإيلاماً" ، مؤكداً أن تعليق التعاون مع الوكالة كان ردّاً مباشراً على تقريرها الصادر في يونيو، والذي رأته طهران بمثابة مبرر للهجمات العسكرية التي تعرضت لها.
بذلك، تبقى العلاقة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية معلقة على نتائج الزيارة المقبلة للفريق الفني، وسط شكوك إقليمية ودولية بشأن نوايا إيران النووية، وتزايد المخاوف من انزلاق الوضع نحو مواجهة أشد.