حزب الله يُصرّ على رفض نزع السلاح.. ولبنان يُحذّر من تعقيدات الموقف
أكدت "العربية/الحدث" نقلاً عن مصادر مطلعة أن حزب الله أبلغ رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري برفضه تسليم سلاحه، حتى في حال انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية، مُهدداً بالتصادم إذا حاولت الدولة اللبنانية نزع أسلحته قسراً.
وأشارت المصادر إلى غضب داخل مؤسسات الدولة اللبنانية إزاء موقف الحزب، الذي وصفته بـ "إضاعة الفرصة"، فيما يُظهر قادة لبنانيون توجهاً جاداً لتنفيذ التعهدات الدولية بحصر السلاح بيد الجيش اللبناني.
جاء تصريح الرئيس اللبناني جوزيف عون واضحاً، حيث أكد أن "تطبيق قرار حصرية السلاح هو قرار متّخذ ولا رجوع عنه"، مشدداً على أن التنفيذ سيتم بحكمة لضمان الوحدة الوطنية وعدم المساس بالسلم الأهلي.
من جهته، أعرب المبعوث الأميركي توماس براك عن تفهمه للتعقيدات، قائلاً بعد لقائه البطريرك الماروني بشارة الراعي: "أتفهم الصعوبات في لبنان، وآمل أن يستمر التواصل بين قادته". وأضاف: "على الدولة اللبنانية أن تقرر مصيرها، ونحن مستعدون للمساعدة"، مؤكداً أهمية "حصر السلاح بيد الدولة مع التحلي بالصبر".
هدفت زيارة براك الأخيرة إلى بيروت _الثالثة خلال شهرين_ إلى تسلّم الرد الرسمي على المقترحات الأميركية الخاصة بحصر السلاح، والتي لم تتضمن _بحسب مصادر رسمية_ أي جدول زمني أو خطوات عملية لتنفيذ العملية.
وكشفت المصادر أن لبنان طالب واشنطن بالضغط على إسلئيل للانسحاب من جنوب لبنان، كخطوة تمهيدية لتسهيل التفاوض مع حزب الله، بينما تُصر الإدارة الأميركية على وضع جدول زمني لنزع السلاح قبل نهاية العام.
يُذكر أن الرئيس عون سلّم براك "المذكرة الشاملة" التي تعكس التزام لبنان بالاتفاقات السابقة، بما فيها بيان الحكومة الحالية واتفاق وقف الأعمال العدائية مع إسرائيل في 27 تشرين الثاني الماضي.
وأكد براك أن واشنطن "لا تستطيع إرغام إسرائيل على أي خطوة"، وأن نزع سلاح حزب الله "قضية داخلية"، لكنها مستعدة لدعم لبنان. وفي المقابل، يرى مراقبون أن تعنت الحزب قد يُعيق عودة لبنان إلى المحيط العربي، رغم تأكيد الدولة أن ذلك "لن يتأثر بعناد حزب الله".
يُشار إلى أن براك قدّم في حزيران الماضي مقترحات أمنية لترسيم الحدود، وتسلم في تموز الحالي ردود المسؤولين اللبنانيين، دون أي تقدم ملموس حتى الآن.
