السفارات الأجنبية في القاهرة دون حواجز .. قرار مصري يثير الجدل

في خطوة لافتة تحمل رسائل دبلوماسية قوية، أعلن وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي، أن مصر قررت إزالة جميع الحواجز الأمنية وفتح الطرق المؤدية إلى كافة مقار السفارات الأجنبية في البلاد، في إطار سياسة جديدة تهدف إلى تسهيل حركة السيارات والمارة وتعزيز صورة القاهرة كعاصمة آمنة ومنفتحة.

وأكد عبد العاطي، خلال مشاركته في الندوة الأولى لبرنامج "صالون ماسبيرو الثقافي" بالهيئة الوطنية للإعلام، قائلاً : "قولاً واحداً، ستزال جميع الحواجز وتُفتح الطرق أمام جميع السفارات الأجنبية في مصر".

ويأتي هذا التصريح بعد أيام من أزمة دبلوماسية محدودة نشبت بين القاهرة ولندن، عقب قيام السلطات المصرية بإزالة الحواجز الأمنية المحيطة بمبنى السفارة البريطانية في القاهرة، وهو ما دفع السفارة البريطانية إلى إغلاق مبناها الرئيسي مؤقتاً، لحين تقييم الموقف الأمني.

وفي بيان رسمي، أوضحت السفارة أن الخطوة المصرية جاءت دون تنسيق مسبق، ما استدعى اتخاذ إجراءات احترازية، معلنة إغلاق المبنى مؤقتاً "ريثما تتم مراجعة تأثير هذه التغييرات".

لكن لم تدم الأزمة طويلاً، فبعد يومين فقط، أصدرت السفارة بياناً جديداً أكدت فيه استمرار عملها بشكل طبيعي بعد "التفاعل الإيجابي مع السلطات المصرية"، كما أعلنت عن تحديث نصائح السفر الخاصة بمواطنيها.

وفي سياق متصل، شدد وزير الخارجية المصري على أن بلاده تحتفظ بحقها الكامل في الرد بالمثل على أي دولة تتقاعس عن توفير الحماية اللازمة للسفارات المصرية بالخارج، مشيراً إلى تعرض سفارة مصر في لندن لهجمات واعتداءات لم يتم التعامل معها بالشكل المطلوب، في مخالفة صريحة لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية.

وتواجه السفارات المصرية في عدة عواصم أوروبية، إلى جانب إسرائيل، تظاهرات حاشدة يقودها عناصر من جماعة الإخوان، بهدف الضغط على القاهرة لفتح معبر رفح بشكل كامل، متهمين السلطات المصرية بأنها تعيق دخول المساعدات إلى قطاع غزة.

و ردًا على تلك المزاعم، أكدت الحكومة المصرية التزامها الكامل بتقديم الدعم الإنساني لقطاع غزة، موضحة أن معبر رفح يعمل على مدار الساعة، وشهد دخول عشرات الآلاف من الشاحنات المحملة بمئات الآلاف من أطنان المساعدات الغذائية والطبية، فضلاً عن إدخال عشرات سيارات الإسعاف لنقل الجرحى، واستقبال آلاف المصابين الفلسطينيين للعلاج في المستشفيات المصرية.

وفي سياق متصل، طالب وزير الخارجية المصري إسرائيل بقبول مقترح يتكوف الهادف لإنهاء الحرب على غزة، في إطار الجهود الدبلوماسية المكثفة التي تقودها القاهرة منذ بداية الأزمة، مؤكداً أن مصر لن تتوقف عن السعي لوقف نزيف الدم الفلسطيني، وتحقيق تهدئة دائمة تحفظ حقوق الشعب الفلسطيني.