تقارير خبراء: إسرائيل تبني منشأة نووية غامضة قرب ديمونا وسط تكهنات حول طبيعتها

كشفت صور الأقمار الصناعية عن أعمال بناء مكثفة وتوسعات كبيرة في موقع تابع للبرنامج النووي الإسرائيلي، مما أثار تكهنات واسعة بين خبراء الانتشار النووي حول احتمال كونها مفاعلاً نووياً جديداً أو منشأة لتجميع الأسلحة.
وفي التفاصيل، رصدت صور أقمار صناعية حديثة أعمال بناء وتوسعات كبيرة في "مركز شيمون بيريز للأبحاث النووية" الواقع في صحراء النقب بالقرب من مدينة ديمونا. وأشار تحليل الخبراء للصور إلى أن هذه الأعمال قد تكون مرتبطة ببرنامج الأسلحة النووية الإسرائيلي طويل الأمد، وذلك نظراً لقرب الموقع من مفاعل ديمونا النووي المعروف وعدم وجود منشآت طاقة مدنية في المنطقة.
وبحسب وكالة الأنباء الأمريكية "أسوشيتد برس"، اختلف سبعة خبراء فحصوا الصور حول طبيعة البناء الجديد. فذهب ثلاثة منهم إلى أن "موقع وحجم المنطقة التي يتم العمل بها، وكونها تبدو متعددة الطوابق، يشير إلى أن التفسير الأكثر ترجيحاً لهذا البناء هو إنشاء مفاعل جديد للماء الثقيل، والذي يمكنه إنتاج البلوتونيوم ومادة أخرى أساسية للأسلحة النووية".
في المقابل، أشار الأربعة الآخرون إلى احتمال أن يكون المبنى مرتبطاً بمنشأة جديدة لتجميع الأسلحة النووية، مع التحفظ على الحسم بسبب أن "البناء لا يزال في المراحل الأولى".
من بين الخبراء، علق جيفري لويس، الخبير في مركز جيمس مارتن لدراسات منع الانتشار النووي، قائلاً: "من المحتمل أن يكون مفاعلاً - هذا الحجم ظرفي، لكن هذه هي طبيعة هذه الأمور. من الصعب جداً تخيّل أنه شيء آخر". وأضاف لويس في مكان آخر: "إنه طويل، وهو أمر متوقع، لأن قلب المفاعل سيكون طويلاً جداً. بناءً على الموقع والحجم ونقص البناء هناك، فمن المرجح أن يكون مفاعلاً أكثر من أي شيء آخر".
بدوره، أقر إدوين ليمان، الخبير النووي في اتحاد العلماء المعنيين، بأن البناء الجديد قد يكون مفاعلاً على شكل صندوق بدون قبة احتواء مرئية، لكنه شدد على أن "إسرائيل لا تسمح بأي عمليات تفتيش أو تحقق دولية مما تفعله، مما يدفع الجمهور إلى التكهن".
من جهته، قال داريل جي. كيمبال، المدير التنفيذي لجمعية الحد من الأسلحة: "إذا كان مفاعلاً يعمل بالماء الثقيل، فإنهم يسعون إلى الحفاظ على القدرة على إنتاج وقود مستهلك يمكنهم معالجته لاحقاً لفصل البلوتونيوم لإنتاج المزيد من الأسلحة النووية. أو أنهم يبنون منشأةً للحفاظ على ترسانتهم أو لبناء رؤوس حربية إضافية".
يأتي هذا التطور في ظل السرية التي تحيط بالبرنامج النووي الإسرائيلي، حيث لا تؤكد إسرائيل أو تنفي امتلاكها أسلحة نووية. وتُظهر الصور الملتقطة في الخامس من تموز بواسطة شركة Planet Labs PBC أعمال بناء مكثفة في موقع حفر كان قد رُصد لأول مرة في عام 2021، حيث تم وضع جدران خرسانية سميكة ويبدو أن الموقع يتكون من عدة طوابق تحت الأرض.
ويذكر أن مفاعل ديمونا الحالي للماء الثقيل، الذي بدأ العمل في ستينيات القرن الماضي، قد تجاوز عمره التشغيلي المتوقع، مما يرجح الحاجة إلى استبداله أو تحديثه قريباً.
يُعتقد أن إسرائيل، على غرار الهند وباكستان، تعتمد على مفاعلات الماء الثقيل لإنتاج مواد مثل البلوتونيوم والتريتيوم اللازمة لتصنيع الأسلحة النووية وتعزيز قوتها التفجيرية. وتقدر "نشرة علماء الذرة" أن إسرائيل تمتلك حوالي 90 رأساً حربياً نووياً وفقاً لتقريرها الصادر في عام 2022.