فجّر الملياردير الأميرکی ایلون ماسک موجة من الجدل بعد ان اطلق اکثر من 35 منشوراً عبر منصته "إکس" وجّه فيها انتقادات مباشرة للرئیس الأمیرکی دونالد ترامب، متّهماً إدارته بالتستر على ملفات رجل الأعمال المدان في قضایا الاستغلال الجنسی للقاصرات جیفری إبستین، الذي توفي منتحراً في زنزانته عام 2019 قبل محاكمته.
ماسک أشار في منشوراته الی وثائق وصفها بالمهمة تتعلق بالقضیة، ملمّحاً إلى تورط شخصیات نافذة في التستر على أسماء مرتبطة بإبستین، وقال صراحة إن إدارة ترامب مارست "تستراً واضحاً"، وإن هناک جهات تحاول منع نشر ما یُعرف بـ "قائمة إبستین".
وأضاف بسخریة : "یا للعجب أن إبستین انتحر وغیسلین في السجن بسبب خدعة"، قاصداً شریکته السابقة غیسلین ماکسویل، التي تقضي حالیاً حکماً بالسجن لمدة 20 عاماً بعد إدانتها بمساعدة إبستین في استدراج فتیات قاصرات.
ماسک لم یوفّر أسلوب ترامب في التعامل مع الأزمات من الانتقاد، وقال : "1. لا تعترف بأي شيء. 2. أنکر کل شيء. 3. قدّم مزاعم مضادة. لکن هذا لن ینجح هذه المرة".
کما نشر صورة لوثائق تم توزیعها في حملة "لنجعل أمیرکا عظیمة مجددًا" في البیت الأبیض في فبرایر الماضي، وکانت تحمل عنوان "ملفات إبستین : المرحلة الأولى"، وعلّق قائلاً : "أین المرحلة الثانیة ؟".
وفي أحد منشوراته، استخدم ماسک روبوت الذكاء الاصطناعي الخاص بمنصته "غروک" وسأله ما إذا کانت الحکومة تحتفظ بسجلات رحلات إبستین، فأجاب غروک : "نعم، وزارة العدل وإدارة الطیران الفیدرالیة تحتفظان بقوائم رکاب وسجلات دقیقة".
اللافت أن "غروک" نفسه أُبرمت بشأنه صفقة کبیرة بین شرکة ماسک وإدارة ترامب، وصلت قیمتها إلی 200 ملیون دولار، وهو ما یثیر التساؤلات حول توقیت هذه التصریحات وطبیعة العلاقة بین الطرفین.
من جانبها، اعتبرت قناة "ABC" الأمیرکیة أن بعض ادعاءات ماسک تستند إلى "افتراضات خاطئة" ونظریات مؤامرة غیر مدعومة بالأدلة، لا سیما ما یتعلق بوجود "قائمة إبستین" السریة.
وفي أول رد على هذا التصعید، کتب ترامب عبر منصته "تروث سوشیال" : "یؤسفني أن أرى ایلون ماسک یخرج تماماً عن السیطرة، ویصبح فعلیاً بمثابة کارثة قطار خلال الأسابیع الخمسة الماضیة".
یُذکر أن ماسک کان من أبرز الداعمین لترامب في انتخابات 2024، وساهم بتمویل حملته بشکل کبیر، قبل أن تتوتر العلاقة بینهما بعد استقالة ماسک من منصبه في وزارة کفاءة الحکومة في مایو الماضي.
أما جیفری إبستین، فکان قد وُجّهت إلیه تهم الاتجار الجنسی واستغلال عشرات الفتیات القاصرات، بعضهن لم تتجاوز أعمارهن 14 عاماً، قبل أن یُعلن عن وفاته انتحاراً في السجن، في ظروف لا تزال تثیر شکوکاً حتى الیوم.