تقرير أممي يحذر من مجاعة كارثية في غزة: أطفال يموتون والمساعدات محاصرة

أصدرت وكالات أممية تحذيرات عاجلة من تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، حيث وصلت معدلات الجوع وسوء التغذية إلى مستويات غير مسبوقة، ما أدى إلى وفيات متزايدة بين الأطفال والمدنيين.

كشفت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن سكان غزة، بمن فيهم موظفو الوكالة، "يتعرضون لإغماءات بسبب الجوع الشديد"، وفق منشور على صفحتها الرسمية بموقع "فيسبوك". وأكدت الوكالة أن السكان "يتضورون جوعاً"، مطالبةً بـ "رفع الحصار والسماح للأونروا بإحضار الأغذية والأدوية".

من جهتها، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) من أن "تفشي سوء التغذية المميت بين الأطفال في قطاع غزة يصل إلى مستويات كارثية". ونشرت المنظمة على منصة إكس بياناً جاء فيه: "الجوع ينتشر في غزة والناس يموتون، والغذاء شحيح بشكل خطير، والمياه النظيفة دون مستوى الطوارئ". وأضافت: "المساعدات مقيدة بشدة والوصول إليها محفوف بالمخاطر".

وأفادت مصادر طبية بمقتل طفلين في غزة جراء سوء التغذية والمجاعة، وفق ما نقلته وكالة "وفا" الفلسطينية. كما أعلن برنامج الأغذية العالمي أن الوضع الإنساني في القطاع وصل إلى "مرحلة غير مسبوقة من التدهور"، حيث يُحرم ثلث السكان من الطعام لأيام متتالية.

وأكد البرنامج أن 90 ألف طفل وامرأة يعانون من سوء تغذية حاد، في وقت سجلت الأمم المتحدة مقتل 800 شخص أثناء انتظارهم المساعدات منذ أواخر أيار الماضي.

بدورها، أشارت منظمة أطباء بلا حدود إلى أن فرقها الطبية تسجل "أعلى عدد من حالات سوء التغذية في تاريخ القطاع"، محذرة من انهيار النظام الصحي.

يأتي ذلك في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي المشدد على غزة منذ الثاني من آذار الماضي، بعد فشل مفاوضات تمديد وقف إطلاق النار الذي استمر ستة أسابيع مطلع 2025. وقد منعت إسرائيل دخول السلع الأساسية حتى أواخر أيار، قبل أن تسمح بدخول عدد محدود من الشاحنات، ما أدى إلى نفاد المخزونات ووصول القطاع إلى أسوأ أزمة إمدادات منذ بداية الحرب.

ووفق مصادر طبية في غزة، فإن عدد قتلى منتظري المساعدات الذين وصلوا المستشفيات ارتفع إلى 1,021 قتيلاً و6,511 مصاباً.

يشار إلى أنه منذ بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بلغت حصيلة الضحايا 59,029 قتيلاً، معظمهم من الأطفال والنساء، و142,135 جريحاً، بينما لا تزال أعداد أخرى تحت الأنقاض بسبب صعوبة وصول فرق الإنقاذ.