في تصريحات حادة خلال قمة حلف شمال الأطلسي ( الناتو ) المنعقدة في هولندا، أعلن الرئيس الأميرکي دونالد ترامب يوم أمس الأربعاء، أن الولايات المتحدة ستوجه ضربة جديدة إلى إیران إذا حاولت إعادة بناء برنامجها النووي.
جاء هذا التصريح في رده على سؤال أحد الصحافيين حول نوايا واشنطن بتوجيه ضربة جديدة في حال استأنفت طهران نشاطها النووي، فأجاب ترامب بکلمة واحدة : "بالتأکيد".
التصعيد الأميرکي يأتي بعد أن أشادت واشنطن بتقرير استخباراتي إسرائيلي أفاد بأن الضربات الجوية الأخيرة، التي استهدفت ثلاث منشآت نووية داخل إیران، تسببت في تعطيل کبير للبرنامج النووي الإیراني، وأعادته سنوات إلى الوراء.
ويبدو أن هذه الضربات کانت جزءًا من تحرک منسق تقوده الولايات المتحدة لردع طهران عن مواصلة تطوير قدراتها النووية.
وخلال اللقاءات الجانبية في قمة الناتو، تلقى ترامب إشادة غير مسبوقة من الأمين العام للحلف، مارک روته، الذي وصفه بأنه "رجل قوي و رجل سلام"، مشيرًا إلى دوره في التوصل إلى وقف إطلاق نار بین إیران وإسرائیل، وهو الاتفاق الذي تم التوصل إلیه یوم الثلاثاء ولا یزال ساريًا رغم بعض التوترات التي شهدت بدايته. روته أضاف قائلًا : "أود أن أحييک على هذا الإنجاز، إنه مهم للعالم أجمع".
کما أثنى روته على جهود ترامب في الضغط على دول الحلف لزيادة إنفاقها الدفاعي، حيث وافقت جميع الدول الأعضاء، باستثناء إسبانیا، على تخصیص 5% من ناتجها المحلي الإجمالي للدفاع، وهو ما وصفه بأنه إنجاز لم یحققه أي رئیس أميرکي منذ عقود.
من جهة أخرى، تباينت ردود الفعل داخل الناتو بشأن الضربات على المنشآت الإیرانية.
ففي حين دعمت بعض الدول هذه الخطوات، دعا عدد من القادة إلى ضبط النفس والتهدئة، مع التأکيد على أن امتلاك إیران لسلاح نووي یمثل تهدیدًا حقیقيًا وخطیرًا على الأمن الدولي.
ترامب، الذي بدا واثقًا من تأثیر تحرکاته، أظهر في تصريحاته أنه لا یرى أي مجال للتسامح مع محاولات إیران إعادة بناء بنیتها النوویة، مؤکدًا أن الولايات المتحدة ستواصل مراقبة الوضع عن کثب، ولن تتردد في الرد عسکريًا إذا لزم الأمر.
وفي ظل هذا المشهد المتوتر، یترقب المجتمع الدولي بحذر ما إذا کانت إیران ستتراجع فعلًا، أم أن المنطقة مقبلة على فصل جديد من التصعید.