تستمر لليوم الرابع على التوالي الجهود المضنية التي تبذلها فرق الدفاع المدني وأفواج الإطفاء في ريف اللاذقية الشمالي لإخماد حرائق ضخمة اندلعت في غابات الجبال، مهددة بمزيد من الخسائر البيئية وخطر التمدد إلى محمية الفرلق والمناطق السكنية المحيطة، ومنها بلدة كسب.
وأكد مدير الدفاع المدني في اللاذقية عبد الكافي كيال، أن عمليات الإخماد تواجه تحديات شديدة، أبرزها وعورة التضاريس وكثافة الغطاء النباتي، إلى جانب وجود مخلفات حرب تعرقل وصول الفرق إلى بؤر النيران.
كما أشار إلى أن تغير اتجاه الرياح المفاجئ يفاقم الوضع، ويصعب مهمة السيطرة على الحريق.
وأضاف كيال أن فرق الإطفاء تنفذ حالياً خططاً عملياتية لاختراق خطوط النار وقطع تمددها، بهدف حماية الغابات التي لم تصلها ألسنة اللهب، مشيراً إلى أن وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث كثفت التنسيق بين الجهات المعنية لتأمين الدعم اللازم، بما في ذلك صهاريج المياه، المعدات الثقيلة، و وسائل الإطفاء الحديثة.
ومن جانبه، قال وسام زيدان منسق برنامج البحث والإنقاذ والإطفاء، إن من أكبر التحديات التي تواجهها الفرق هو وجود ذخائر غير منفجرة وحقول ألغام تنتشر في مساحات واسعة من الغابات، بالإضافة إلى غياب خطوط النار التي تُسهل الوصول إلى المناطق المشتعلة ذات الكثافة الشجرية العالية.
وأوضح زيدان أن سرعة الرياح المتزايدة تفاقم من خطورة الوضع، إلا أن فرق الإطفاء تواصل العمل على مدار الساعة، وقد تم استدعاء فرق دعم إضافية من مختلف المحافظات السورية للمساعدة في احتواء الحرائق بأسرع وقت ممكن.
وفي سياق متصل، أصدر مكتب الإنذار المبكر للعوامل الجوية في الدفاع المدني تحذيراً من خطورة الأدخنة المتصاعدة من الحرائق، التي بدأت بالانتشار مجدداً اليوم نحو القسم الشمالي من جبال الساحل وسهل الغاب، وقد تمتد إلى مناطق أخرى مثل مصياف في ريف حماة الغربي، بفعل الرياح الشمالية الغربية النشطة.
و دعا المكتب المواطنين، خاصةً الأطفال وكبار السن ومرضى الجهاز التنفسي، إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة من خلال ارتداء الكمامات، إغلاق النوافذ والأبواب، وعدم مغادرة المنازل في المناطق المتأثرة، كما شدد على التوجه لأقرب مركز صحي عند الشعور بضيق في التنفس أو الغثيان.
وفي نداء عاجل، حثّ الدفاع المدني السوري جميع المواطنين على ممارسة أقصى درجات الحذر في المناطق الحراجية، والتوقف عن إشعال أي نوع من النيران، سواء لأغراض التنزه أو الطهي، محذراً من رمي أعقاب السجائر أو استخدام أدوات تطلق شرارات، لما لها من دور كبير في إشعال الحرائق.
كما طالب الدفاع المدني الأهالي بالإبلاغ الفوري عن أي محاولة متعمدة أو غير مقصودة لإشعال النار، والتعاون مع الجهات الأمنية المختصة، لاتخاذ الإجراءات القانونية بحق المتسببين.