جددت مصر رفضها القاطع لأي مخططات تهدف إلى إقامة مدينة خيام في جنوب قطاع غزة أو تنفيذ أي تغيير ديموغرافي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
هذا الموقف جاء خلال اتصال هاتفی اجراه وزیر الخارجیة المصری بدر عبد العاطی مع مبعوث الرئیس الأمریکی الخاص إلى الشرق الأوسط ستیف ویتکوف، صباح یوم أمس الأربعاء 16 یولیو ، حیث شدد عبد العاطی على الرفض المصری الکامل لتلك الأفکار التي تروج لها بعض الأطراف.
خلال الاتصال، ناقش الطرفان الجهود الجاریة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة والعمل على ضمان استدامته.
کما تم التطرق إلى ملف تبادل الأسرى بین الجانبین، وضرورة إدخال المساعدات الإنسانیة إلى القطاع بشكل کافٍ ومن دون عوائق، في ظل الأوضاع الإنسانیة الکارثیة التي یعیشها السکان.
في إطار المساعي المصریة لدعم الحلول طویلة الأمد، طرح الوزیر بدر عبد العاطی مبادرة لعقد مؤتمر دولي في القاهرة بعد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، یهدف إلى دعم جهود التعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، وفقًا لخطة عربیة وإسلامیة موحدة في هذا الصدد.
مصدر مصری مطلع أکد أن القاهرة تستضیف منذ یوم الثلاثاء اجتماعات ثلاثیة تضم مصر وقطر وإسرائیل، لمناقشة تفاصیل تتعلق بإدخال المساعدات الإنسانیة، وتأمین خروج المرضى للعلاج خارج غزة، بالإضافة إلى تسهیل عودة العالقین.
وأوضح أن هذه الاجتماعات شهدت تقدماً ملموساً وتوافقاً على عدد من الملفات الإنسانیة ضمن اتفاق وقف إطلاق النار، وستتواصل لمدة یومین بهدف تجاوز العقبات المتبقیة وضمان تدفق المساعدات بشكل مناسب.
من جهة أخرى، کشفت وسائل إعلام إسرائیلیة أن الساعات الأربع والعشرین الأخیرة شهدت تقدماً کبیراً في المفاوضات غیر المباشرة بشأن الوضع في غزة، وذکرت أن الطریق أصبح ممهداً أمام التوصل إلى اتفاق.
و وفقًا لصحیفة جیروزالم بوست، فقد قدمت إسرائیل "الخریطة الثالثة" لانتشار قواتها في القطاع، تتضمن خفض وجودها العسکري إلى منطقة عازلة بعرض کیلومترین على الحدود الجنوبیة قرب رفح، مع تقدیم مرونة إضافیة في تمرکز القوات بین ممری موراغ وفیلادلفیا.
و رغم التقدم، لا تزال هناک نقاط خلاف رئیسیة بین إسرائیل وحرکة حماس، أبرزها ترتیبات انسحاب القوات الإسرائیلیة أثناء فترة وقف إطلاق النار، وآلیة توزیع المساعدات داخل القطاع، ما یجعل المفاوضات مستمرة رغم الأجواء الإیجابیة التي بدأت تتشکل.