تمنّوا عودة ماهر الأسد فجاءهم أبو محمد

لم يكن من المتوقع أن يشهد المشهد السوري ساحلاً يعبر لأول مرة عن انتمائه العميق للوطن والمواطنة، حيث اعتاد النظام السابق على تصوير هذه المناطق كحصن حصين له، لا صوت يعلو فيه إلا صوته. لكن المشهد كان مختلفاً، فقد استُقبل الرئيس الشرع بحشود جماهيرية احتفت بقدومه، رغم التوترات الأمنية التي لا تزال تلقي بظلالها على هذه المناطق.
رسائل سياسية بين السطور
تطرح زيارة أحمد الشرع للساحل السوري عدة تساؤلات حول دلالاتها السياسية:
- هل هي خطوة لترسيخ الاستقرار في مناطق كانت تُعتبر خزاناً بشرياً للنظام السابق؟
- هل تمهد لإعادة تشكيل المشهد السياسي في سوريا بما يضمن تمثيلاً أوسع لمختلف فئات الشعب السوري؟
- هل تؤسس هذه الزيارة لمرحلة جديدة من المصالحة الوطنية الحقيقية التي تتجاوز مجرد إنهاء حكم النظام البائد؟
من الواضح أن الشرع يسعى لتكريس مفهوم الدولة الجامعة، دولة لا تميّز بين مناطقها ولا تعيد إنتاج سياسات الإقصاء التي كانت سائدة. فما يجري اليوم ليس مجرد استعادة لخرائط الجغرافيا، بل هو إعادة تعريف لسوريا الجديدة، سوريا التي تقوم على فكرة المواطنة وليس الولاءات الضيقة.
ماذا تعني زيارة الشرع في المشهد السياسي الحالي؟
من الواضح أن هذه الزيارة ليست مجرد حدث عابر، بل تعكس تحولاً استراتيجياً في مسار المرحلة الانتقالية. فتحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي في الساحل هو مؤشر على أن المشروع الجديد لا يقتصر على تغيير النظام، بل يمتد ليشمل إعادة هيكلة العلاقات الاجتماعية والسياسية على أسس مختلفة.
إذا كانت هذه الزيارة قد فاجأت البعض، فإن القادم قد يحمل مفاجآت أكبر. فهل نشهد انخراطًا فعلياً لمناطق الساحل في مشروع إعادة بناء الدولة؟ وهل يمكن أن تصبح هذه المناطق شريكاً حقيقياً في سوريا المستقبل؟
التساؤلات كثيرة، لكن المؤكد أن مرحلة أحمد الشرع تحمل معها متغيرات لم تكن في حسبان أحد، وربما يكون هذا ما تحتاجه سوريا بعد كل ما عانته.