في مشهد لافت خلال قداس عيد الفصح في كنيسة القديس جورج بقلعة وندسور، تصدر غياب الأمير ويليام و زوجته الأميرة كيت ميدلتون عن المناسبة الملكية عناوين الصحف البريطانية، خاصة مع مشاركة الملك تشارلز والملكة كاميلا وعدد من أفراد العائلة المالكة الآخرين في الاحتفال.
و رغم أن غيابهما أثار تساؤلات، فإن السبب لم يكن مفاجئًا كليًا، فوفقًا لصحيفتي "ديلي إكسبريس" و"ميرور" البريطانيتين، قرر ولي العهد و زوجته قضاء عطلة عيد الفصح مع أطفالهما الثلاثة _الأمير جورج، والأميرة شارلوت، والأمير لويس_ في منزلهم الريفي بنورفولك.
الخطوة هذه تأتي في إطار الحرص على تمضية وقت عائلي خاص قبل عودة الأطفال إلى المدرسة، وسط أجواء من الخصوصية والراحة، خصوصًا بعد العام الصعب الذي مرت به العائلة بسبب الحالة الصحية للأميرة كيت.
العام الماضي، غابت الأميرة أيضًا عن المناسبة ذاتها بعد إعلان إصابتها بالسرطان، وهو ما زاد من التعاطف معها وأثار الكثير من الدعم من الجمهور البريطاني.
لكن يبدو أن الأميرة كيت تجد في العزلة والطبيعة ملاذًا روحيًا ضروريًا في مرحلة التعافي.
في المقابل، ظهر الملك تشارلز للعام الثاني على التوالي في هذه المناسبة، حيث قاد العائلة في قداس عيد الفصح رغم ظروفه الصحية الخاصة، بعد أن كان ظهوره في العام الماضي أول ظهور علني له عقب تشخيص إصابته بالسرطان.
بدا الملك مبتسمًا إلى جانب الملكة كاميلا، في صورة موحدة للعائلة المالكة، و رسالة استمرارية للملكية رغم التحديات.
وفي كلمته بمناسبة العيد، حمل الملك تشارلز رسالة روحانية سامية، مؤكدًا أن العالم لا يزال بحاجة إلى ثلاث فضائل أساسية : الإيمان، والرجاء، والمحبة، معتبرًا أن أعظمها هي المحبة.
وأشاد بالقيم الدينية المشتركة التي توحد البشر، مستشهدًا بأفعال يسوع المسيح التي قال إنها تعكس الرحمة والرعاية التي تجد صداها في اليهودية، والإسلام، وسائر التقاليد الدينية الأخرى.
المناسبة حملت بين طياتها مشهدين متوازيين :
عائلة ملكية متماسكة تظهر علنًا كرمز للاستقرار، في مقابل أميرة اختارت الغياب لتكون أقرب لأطفالها، في لفتة إنسانية عميقة تكشف الوجه الآخر لحياة القصور.