من هو مرهف أبو قصرة وزير الدفاع في الحكومة السورية الجديدة؟

في أعقاب التحول السياسي الكبير الذي شهدته سوريا مع سقوط نظام الأسد في ديسمبر الماضي، برز اسم مرهف أبو قصرة، المعروف باسم "أبو حسن الحموي" أو "أبو الحسن 600"، كأحد أبرز القيادات العسكرية في البلاد، ليتولى اليوم منصب وزير الدفاع في الحكومة السورية الانتقالية، ضمن أول تشكيلة وزارية تعقب انتهاء الحقبة السابقة.
نشأة أكاديمية ومسيرة عسكرية
وُلد مرهف أبو قصرة عام 1983 في مدينة حلفايا بمحافظة حماة، ونشأ في بيئة ريفية قبل أن ينتقل إلى دمشق لإتمام دراسته الجامعية، حيث حصل على درجة البكالوريوس في الهندسة الزراعية من جامعة دمشق. قبل اندلاع الثورة السورية، عمل في مجاله كمهندس زراعي، إلا أن الأحداث التي شهدتها البلاد منذ عام 2011 غيّرت مسار حياته بالكامل.
من المهندس الزراعي إلى العقل العسكري للثورة
مع بداية الثورة السورية عام 2011، انخرط أبو قصرة في العمل العسكري ضمن صفوف المعارضة المسلحة، مستفيداً من خلفيته الفنية والتنظيمية. وسرعان ما لمع اسمه كأحد أبرز القادة الميدانيين في شمال سوريا، خاصة ضمن صفوف هيئة تحرير الشام، حيث تولى منصب القائد العام للجناح العسكري.
برز دوره بشكل حاسم في إدارة وتنفيذ عمليات عسكرية استراتيجية ساهمت في إسقاط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر 2024. وكان من أبرز من قاد غرفة عمليات القيادة العسكرية التي أشرفت على تلك العمليات، ليُعرف في الأوساط العسكرية باسم "أبو الحسن 600"، كناية عن رتبته وأهميته في الهيكل التنظيمي.
تعيينه وزيرًا للدفاع في المرحلة الانتقالية
في 21 ديسمبر 2024، أعلن القائد العام لغرفة العمليات، أحمد الشرع، تعيين مرهف أبو قصرة وزيرًا للدفاع في الحكومة السورية الانتقالية. ويأتي هذا التعيين ضمن خطة تهدف إلى توحيد الفصائل العسكرية وتنظيمها تحت مظلة وزارة الدفاع، تمهيدًا لبناء جيش وطني سوري موحّد يواكب متطلبات المرحلة الانتقالية ويضمن استقرار البلاد.
تحديات ثقيلة ومسؤوليات وطنية
تنتظر أبو قصرة تحديات كبيرة ومعقدة، تتمثل في إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية، ودمج الفصائل المسلحة في إطار رسمي، بالإضافة إلى التعامل مع القيود الدولية المفروضة على بعض الفصائل المصنفة إرهابية. ومع ذلك، يُنظر إليه كرقم صعب في المعادلة العسكرية والسياسية الجديدة، نظراً لخبرته الميدانية الطويلة وقدرته على التنسيق بين المكونات العسكرية المختلفة.
ويتوقع أن يلعب دوراً محورياً في تشكيل جيش حديث قادر على حماية المرحلة الانتقالية والمساهمة في ضمان الأمن والاستقرار داخل البلاد.