تواصل الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على السيارات المستوردة بواقع 25% التأثير بشكل كبير على صناعة السيارات العالمية، رغم تراجعه مؤخرًا عن فرض رسوم جديدة من قبل دول أخرى.
لكن، وفقًا لتحليلات اقتصادية، تلوح في الأفق تداعيات ضخمة على القطاع، مع توقعات بأن تضاف أكثر من 100 مليار دولار لتكاليف الصناعة، وهو ما سينعكس بدوره على أسعار السيارات، سواء الجديدة أو المستعملة.
التوقعات تشير إلى أن الرسوم الجمركية ستؤدي إلى ارتفاع أسعار السيارات بمقدار يتراوح بين 2000 إلى 4000 دولار في السوق الأمريكية خلال الأشهر القليلة القادمة، وهو ما سيساهم في خفض المبيعات بشكل كبير.
وحسب مجموعة بوسطن الاستشارية (BCG) ، من المتوقع أن ترفع الرسوم الجمركية بين 110 و 160 مليار دولار من تكاليف قطاع السيارات على مستوى العالم، مما سيؤثر على ما يقارب 20% من إيرادات سوق السيارات الجديدة في الولايات المتحدة.
أثر هذه الرسوم سيكون واضحًا بشكل خاص في شركات السيارات الأمريكية الكبرى، حيث يُتوقع أن ترتفع تكاليف شركات صناعة السيارات في الولايات المتحدة بمقدار 107.7 مليار دولار، مع نصيب الأسد لشركات ديترويت مثل جنرال موتورز وفورد موتور وستيلانتيس، الشركة الأم لكرايسلر. ومع دخول الرسوم الجمركية الجديدة على قطع غيار السيارات حيز التنفيذ في مايو المقبل، يبدو أن المستقبل القريب سيحمل تحديات كبيرة لصناعة السيارات.
في حين أن بعض الشركات قد تتمكن من تحمل جزء من الزيادة في التكاليف، فإن المستهلكين الأمريكيين سيتحملون الحصة الأكبر، مما سيؤدي إلى تقليص الطلب على السيارات.
في هذا السياق، توقع محللو "غولدمان ساكس" زيادة كبيرة في أسعار السيارات الجديدة، قد تتراوح بين 2000 و 4000 دولار في الأشهر المقبلة، مما سيسهم في تراجع ثقة المستهلكين، حيث أظهرت دراسة استقصائية من جامعة ميشيغان أن مستوى التضخم المتوقع في أبريل هو الأعلى منذ عام 1981.
من جانبها، تشير تقديرات شركة استشارات السيارات "تيليمتري" إلى أن الزيادة في تكاليف الإنتاج وقطع الغيار ستؤدي إلى انخفاض مبيعات السيارات في الولايات المتحدة وكندا بأكثر من مليوني مركبة سنويًا، مما سيكون له تداعيات سلبية على الاقتصاد الأمريكي الأوسع.
وعند الحديث عن أسعار السيارات المستوردة، تتوقع شركة "كوكس" الاستشارية أن تزداد تكاليف السيارات التي يتم تجميعها خارج الولايات المتحدة بنحو 6000 دولار، بالإضافة إلى زيادة قدرها 3600 دولار على السيارات المجمعة داخل الولايات المتحدة، نتيجة الرسوم الجمركية الجديدة على قطع غيار السيارات.
إن هذه الزيادة في الأسعار، إلى جانب تدهور الثقة في الأسواق، تشكل تحديات اقتصادية قد تطال ليس فقط قطاع السيارات بل الاقتصاد الأمريكي بشكل عام.