لم تكن الرسوم الجمركية الجديدة التي أعلنها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مساء الأربعاء، موجهة فقط إلى القوى الاقتصادية الكبرى، بل طالت حتى جزر نائية ومناطق غير مأهولة بالبشر وتسكنها البطاريق فقط، ما أثار استغراب المراقبين.
فوفق القائمة التي أعلن عنها البيت الأبيض، مساء الأربعاء، بشأن الرسوم الجمركية الجديدة، وردت جزيرتان غير مأهولتين تماماً، ويُعتقد أن آخر زيارة لهما من البشر كانت قبل نحو 10 سنوات.
فقد ضمت القائمة جزيرتي "هيرد" و"ماكدونالد"، وهي جزر بركانية غير مأهولة بالقرب من القارة القطبية الجنوبية وتغطيهما الأنهار الجليدية وتعدان موطناً للبطاريق، وفرضت عليها ضرائب بنسبة 10%.
ورغم سيادة أستراليا على هاتين الجزيرتين ، فإنه لا يمكن الوصول إليهما إلا عبر رحلة بحرية تستغرق أسبوعين انطلاقاً من السواحل الغربية لأستراليا.
ودفعت هذه الرسوم رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز للتغريد قائلاً "لا مكان على وجه الأرض آمن".
يشار إلى أن هذه الأراضي الخارجية هي جزء من أستراليا ولا تتمتع بحكم ذاتي، ولكنها ترتبط بعلاقة خاصة مع الحكومة الفيدرالية الأسترالية.
كما ورد اسم جزيرة أسترالية أخرى على قائمة الرسوم الأميركية ألا وهي "نورفولك" ، التي يبلغ عدد سكانها 2,188 نسمة وتقع على بعد 1,600 كم شمال شرقي سيدني. الغريب في الأمر، أنه فُرض عليها رسوم جمركية بنسبة 29%، في حين أن الرسوم المفروضة على أستراليا بلغت 10% فقط.
وفي هذا السياق، أوضح مسؤول محلي لصحيفة "الغارديان"، أن الجزيرة لم تصدر أي بضائع إلى الولايات المتحدة، ولا توجد رسوم جمركية أو حواجز تجارية غير جمركية على السلع القادمة إلى الجزيرة.
وفيما يخص ذلك، علق ألبانيز "لقد فُرضت على جزيرة نورفولك رسوم جمركية بنسبة 29%. لست متأكداً من أن جزيرة نورفولك، مع احترامي لها، تنافس اقتصاد الولايات المتحدة العملاق، ولكن هذا يظهر ويجسد الحقيقة أن لا مكان على وجه الأرض آمن من هذا".
وأكد ترامب أن الاقتصاد الأميركي سيكون أقوى وأكثر مرونة من أي وقت مضى، مشيراً إلى أن السياسات الاقتصادية التي تبنتها إدارته أثمرت عن تعزيز النمو والاستثمار المحلي وخلق فرص عمل جديدة.
وفيما يتعلق بالرسوم الجمركية التي فرضتها إدارته على الشركاء التجاريين، أعلن ترامب أن "العملية انتهت والمريض يتعافى وهو الآن في مرحلة الشفاء".