اتفقت تايلاند وكمبوديا على وقف غير مشروط لإطلاق النار يبدأ سريانه اعتبارًا من منتصف ليل أمس الاثنين، وفق ما أعلنه رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم، الذي لعب دور الوسيط في المفاوضات بين البلدين.
وأكد إبراهيم أن الاتفاق جاء بعد محادثات مكثفة هدفت إلى نزع فتيل التوترات الحدودية المستمرة منذ أسابيع، مضيفًا أن الجانبين تعهدا بالالتزام بوقف فوري وكامل لإطلاق النار دون شروط مسبقة.
من جانبه، وصف رئيس الوزراء الكمبودي هون مانيت الاتفاق بأنه خطوة مهمة نحو التسوية والمضي قدمًا، فيما شارك في المؤتمر الصحفي أيضًا رئيس وزراء تايلاند بالنيابة فومثام ويتشايشاي، حيث التُقطت صور تجمع القادة الثلاثة وهم يتصافحون أمام وسائل الإعلام بعد التوصل للاتفاق.
جاء هذا التطور في ظل تصاعد خطير للأحداث خلال الأسابيع الماضية، حيث قُتل ٢٢ شخصًا على الأقل، بينهم ٨ جنود، وأصيب أكثر من ١٤٠ آخرين، من بينهم ١٠٣ جنود، في اشتباكات عنيفة دارت في المناطق الحدودية بين البلدين.
كما أعلنت الحكومة التايلاندية عن إجلاء أكثر من ١٣٩ ألف شخص من سكان المناطق المتأثرة، معظمهم من محافظات سيساكت وسورين وأوبون راتشاثاني.
وكانت شرارة الأزمة قد اندلعت في ٢٨ مايو، حين أطلق جنود تايلانديون النار على موقع عسكري كمبودي في منطقة متنازع عليها بين محافظة برياه فيهير الكمبودية ومحافظة أوبون راتشاثاني التايلاندية، مما أسفر عن مقتل جندي كمبودي وإصابة آخرين.
واندلعت بعدها اشتباكات جديدة صباح يوم ٢٤ يوليو على طول الحدود، ما زاد الوضع توترًا.
في سياق متصل، شهدت العاصمة التايلاندية بانكوك حادثة إطلاق نار مأساوية في أحد الأسواق، أودت بحياة ٥ أشخاص وأصابت اثنين، وفق صحيفة "بانكوك بوست".
وقد عُثر على المهاجم مقتولًا، وهو رجل يبلغ من العمر ٦١ عامًا من مدينة ناخون راتشاسيما، فيما لا تزال دوافع الهجوم غير معروفة والتحقيقات جارية.
وتشير تقارير أولية إلى أن القتلى شملوا بائعة وثلاثة من عناصر الأمن.
يأمل المراقبون أن يشكّل اتفاق وقف إطلاق النار بداية لنهاية التوترات المتكررة بين تايلاند وكمبوديا، التي لطالما كانت علاقاتهما متأرجحة بسبب النزاعات الحدودية التاريخية.