منظمة الصحة العالمية تقلص موظفيها بعد خفض التمويل الأمريكي

أعلنت منظمة الصحة العالمية، اليوم الأربعاء 23 نيسان، عن خطة لإعادة هيكلة شاملة تشمل تقليصاً في عدد الموظفين والمناصب القيادية، وذلك في أعقاب تراجع كبير في التمويل الدولي، خاصة بعد قرار الولايات المتحدة وقف مساهماتها المقررة.
وصرّح المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، خلال اجتماع مع الدول الأعضاء: "واجهنا خفضاً مفاجئاً في الدخل، مما خلق فجوة كبيرة في ميزانية الرواتب، واضطررنا إلى اتخاذ إجراءات صعبة لتقليص نطاق عملنا والقوى العاملة".
وأضاف تيدروس أن "تعليق الولايات المتحدة لمساهماتها لعامي 2024 و2025، بالإضافة إلى انخفاض المساعدات الإنمائية من دول أخرى، سيؤدي إلى عجز في الميزانية يتراوح بين 560 و650 مليون دولار للفترة 2026-2027".
إجراءات تقشفية غير مسبوقة
كشف المدير العام عن خطة الإصلاح التي تشمل تخفيض المناصب القيادية العليا من 12 إلى 7، وتقليص عدد الأقسام من 76 إلى 34، إلى جانب التأثير المتفاوت على جميع المكاتب الإقليمية التابعة للمنظمة.
وأكد تيدروس أن "هذه القرارات جاءت بعد تحليل دقيق واستنفاد جميع البدائل، ولم يكن أمامنا خيار آخر".
ومع ذلك، شدد على أن المنظمة "ستواصل أداء دورها الأساسي في دعم الدول الأعضاء، وتعزيز الموارد المحلية، والحفاظ على الخدمات الصحية رغم التحديات".
خلفية الأزمة
يأتي هذا الإعلان بعد أشهر من إقدام إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على تعليق مشاركة الولايات المتحدة في المنظمة، حيث وقع ترامب في يناير/كانون الثاني أمراً تنفيذياً بالانسحاب، منتقداً أداء المنظمة خلال جائحة "كوفيد-19"، واتهمها بـ “الفشل في العمل باستقلالية بعيداً عن الضغوط السياسية".
تعهد باستمرار الرسالة رغم التحديات
اختتم تيدروس كلمته بالقول: "وصلنا إلى مرحلة محورية في مسيرتنا، لكن أمامنا طريق طويل لضمان استمراريتنا وفعاليتنا". وأعرب عن تفاؤله بقدرة المنظمة على تجاوز الأزمة عبر تعزيز الشراكات الدولية وترشيد الإنفاق.