في قرار أثار اهتمامًا واسعًا ، أعلن البيت الأبيض عن إزالة شجرة ماغنوليا التاريخية التي زرعها الرئيس الأسبق أندرو جاكسون في عام 1828 ، لتكون شاهدًا على تاريخ طويل من الأحداث واللحظات الحاسمة في تاريخ الولايات المتحدة .
الشجرة، التي عاصرت 39 رئيسًا أمريكيًا ، بما في ذلك الحرب الأهلية الأمريكية وحربين عالميتين، أصبحت تشكل خطرًا على السلامة العامة بسبب تدهور حالتها الصحية، ما دفع إلى اتخاذ القرار المؤلم بإزالتها .
كانت شجرة الماغنوليا، التي تقع بالقرب من الرواق المنحني على الجانب الجنوبي للبيت الأبيض، رمزًا للوطنية والوفاء ، إذ زرعها جاكسون تكريمًا لزوجته راشيل التي توفيت قبل توليه الرئاسة في 1829، لتكون هذه الشجرة على غرار تاج محل .
ولكن مع مرور الوقت ، بدأت الشجرة في إظهار علامات التدهور، مما استدعى تدخل الخبراء الذين أكدوا أنها لا يمكن إصلاحها وأنها تشكل تهديدًا للمنطقة المحيطة بها .
في منشور له على منصته "تروث سوشيال" ، كتب الرئيس دونالد ترامب قائلًا : " الخبر السيء هو أن كل شيء له نهاية، وهذه الشجرة في حالة مزرية وتشكل خطرًا على السلامة . لذلك، يجب إزالتها فورًا " .
وأكد ترامب أن الشجرة ستُزال في الأسبوع المقبل، على أن يتم استبدالها بشجرة جديدة جميلة ، وأضاف أنه سيتم استخدام خشب الشجرة لأغراض "سامية ونبيلة" ، دون أن يقدم تفاصيل إضافية حول كيفية الاستفادة منه .
شجرة "ماغنوليا جاكسون"، التي كانت أقدم شجرة في البيت الأبيض، صمدت طوال قرنين من الزمن، واعتبرت رمزًا للماضي التاريخي الغني للمؤسسة الرئاسية الأمريكية .
منذ عام 1870، بدأ الرؤساء الأمريكيون بزراعة أشجار تذكارية، لكن لا شيء يضاهي تاريخ هذه الشجرة العريقة .
هذا القرار جاء في وقت كان البيت الأبيض قد تصدّر فيه العناوين سابقًا بخصوص خطط الرئيس ترامب لتعديل حديقة "روز غاردن" ، حيث أعلن عن عزمه تغطية الأرض بالحجارة لتحويلها إلى تصميم يشبه منتجع "مارالاغو" في فلوريدا، وهو ما أثار الكثير من الجدل .
إزالة شجرة ماغنوليا جاكسون تمثل نهاية حقبة طويلة من تاريخ البيت الأبيض، ولكنها تفتح في الوقت ذاته فصلًا جديدًا في رحلة تجديد وتطوير هذا المعلم الوطني، الذي شهد العديد من الفصول الهامة في تاريخ الولايات المتحدة .