وزير الدفاع الأمريكي يتهم بتسريب معلومات سرية عن ضربات اليمن عبر تطبيق "سيغنال"

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن قيام وزير الدفاع بيت هيغسيث بنشر معلومات سرية تتعلق بعمليات عسكرية ضد الحوثيين في اليمن، عبر مجموعة دردشة خاصة على تطبيق "سيغنال"، وذلك قبل تأكيد تعيينه في منصبه.
ونقلت الصحيفة عن أربعة مصادر مطلعة أن هيغسيث شارك جداول دقيقة لعمليات الضربات الجوية المخطط لها ضد الحوثيين، في مجموعة ضمت زوجته وشقيقه ومحاميه، بالإضافة إلى نحو عشرة أفراد من دائرة معارفه الشخصية والمهنية.
وجاء ذلك في وقت قريب من تسريب مماثل لمعلومات سرية عبر مجموعة دردشة أخرى كشف عنها سابقاً موقع "أتلانتيك".
وأشارت الصحيفة إلى أن زوجة هيغسيث، وهي صحفية سابقة في "فوكس نيوز"، لا تعمل في وزارة الدفاع، بينما يشغل شقيقه ومحاميه مناصب فيها، دون توضيح سبب حاجتهم إلى الاطلاع على تلك المعلومات الحساسة.
تحذيرات أمنية واتهامات متبادلة
وفقاً للصحيفة، حذر مسؤولون في وزارة الدفاع (البنتاغون) هيغسيث من استخدام تطبيق "سيغنال" لمناقشة العمليات العسكرية، نظراً لأنه أقل أماناً من القنوات الرسمية.
ومع ذلك، لم يعلق البنتاغون رسمياً على هذه المزاعم، في حين نفى مسؤول كبير حدوث أي "خرق للأمن القومي"، رغم عدم تأكيده أو نفي تفاصيل التسريبات.
من جهته، هاجم المتحدث باسم البنتاغون شون بارنيل صحيفة "نيويورك تايمز"، واصفاً إياها بـ “وسيلة إعلام معادية للرئيس ترامب"، مؤكداً أنه "لم يتم نشر أي معلومات سرية عبر التطبيق" دون تقديم تفاصيل إضافية.
ردود فعل سياسية ودعوات للتحقيق
تصاعدت الانتقادات تجاه هيغسيث، حيث طالب جاك ريد، العضو الديمقراطي في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، بإدراج هذه الادعاءات في تحقيق المفتش العام للبنتاغون.
وقال ريد في بيان: "إذا تأكدت هذه الواقعة، ستكون دليلاً جديداً على تجاهل الوزير هيغسيث للقوانين والبروتوكولات الأمنية التي يلتزم بها الآخرون".
يأتي ذلك بعد أيام من إيقاف ثلاثة مسؤولين كبار في البنتاغون عن العمل بسبب "تسريبات غير محددة"، وهم: دارين سيلنيك (نائب مدير مكتب هيغسيث)، والمستشاران دان كالدويل وكولين كارول، الذين اتهموا الوزارة بـ “تشويه سمعتهم باتهامات بلا أساس".
خلفية الأزمة ومستقبل هيغسيث
سبق أن دافع الرئيس ترامب عن هيغسيث بعد فضيحة "سيغنال غيت" الأولى، بينما أعلن مستشار الأمن القومي مايك والتس تحمله المسؤولية عن إنشاء المجموعة التي شهدت التسريبات.
وفي تعليق لاذع، وصف جون أوليوت (الناطق السابق باسم هيغسيث) الشهر الماضي بأنه "شهر من الفوضى العارمة في البنتاغون"، متوقعاً ألا يبقى هيغسيث في منصبه لفترة طويلة بسبب سياسة ترامب في "محاسبة المسؤولين".
لا تزال التطورات مستمرة حول هذه القضية، وسط تكتم رسمي وتصاعد الضغوط السياسية للمطالبة بمزيد من الشفافية والتحقيق.