وسط تصاعد التوترات في سماء أوكرانيا، أطلقت السفارة الأميركية في كييف إنذارًا أمنيًا حادًا، محذرة من هجوم جوي روسي "كبير و وشيك" قد يقع في أي لحظة خلال الأيام القادمة، في وقت تتبادل فيه موسكو وكييف الاتهامات رغم الحديث عن هدنة مؤقتة.
السفارة الأميركية نشرت على موقعها الإلكتروني بياناً أكدت فيه تلقيها معلومات استخباراتية تفيد بإمكانية وقوع هجوم جوي كبير، ودعت المواطنين الأميركيين للاستعداد والاحتماء فورًا في حال إطلاق صفارات الإنذار أو إعلان حالة التأهب الجوي.
بالتوازي، أعلنت القوات الأوكرانية أن روسيا كثّفت من هجماتها خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، مستخدمةً الصواريخ والقنابل الجوية في غارات استهدفت مواقع متعددة على خطوط المواجهة، ما يثير الشكوك حول التزام موسكو بوقف إطلاق النار الذي أعلنته مؤخرًا.
وكانت روسيا قد أعلنت وقفًا لإطلاق النار يستمر ثلاثة أيام، بدأ الخميس، تزامنًا مع احتفالات البلاد بذكرى انتصارها في الحرب العالمية الثانية، لكنّ كييف اتهمت موسكو بعدم الالتزام بالهدنة، و ردّت الأخيرة باتهامات مماثلة.
وفي تطور سياسي لافت، صرّح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه أجرى اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أبلغه خلاله باستعداد كييف للدخول في وقف إطلاق نار شامل لمدة 30 يومًا، مشيرًا إلى أن مثل هذه الخطوة ستكون دليلًا حقيقيًا على الرغبة في السلام، إذا ما قابلتها روسيا بجدية مماثلة.
يُذكر أن الكرملين كان قد رفض في مارس / آذار الماضي مقترحًا بوقف غير مشروط لإطلاق النار قدمته كييف و واشنطن، لكن موسكو عادت لتقترح هدنة قصيرة في أبريل / نيسان خلال عيد الفصح، لم تُحترم بشكل كامل من كلا الطرفين.
الهدنة الحالية، التي قالت موسكو إنها تهدف لاختبار نوايا كييف، تُظهر حتى الآن هشاشة وقف إطلاق النار، في وقت تستمر فيه التحذيرات من تصعيد محتمل، قد يعيد إشعال المعارك في مناطق واسعة من الأراضي الأوكرانية.