الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على وشك الإعلان عن اتفاق تجاري "شامل"

من المقرر أن يعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، اليوم الخميس 8 أيار، عن اتفاق تجاري جديد وُصف بأنه "شامل وكامل"، في خطوة يُتوقع أن تُعزز العلاقات الاقتصادية بين البلدين وتؤثر على المشهد التجاري العالمي.
تفاصيل الاتفاق
وصف ترامب الاتفاق في منشور عبر منصة "تروث سوشال" قائلاً: "الاتفاق مع المملكة المتحدة هو اتفاق كامل وشامل، سيرسّخ العلاقة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على مدى أعوام طويلة مقبلة".
وأضاف: "نظراً إلى تاريخنا المشترك... من الرائع أن تكون المملكة المتحدة إعلاننا الأول. ستليه العديد من الاتفاقات الأخرى التي هي حاليا في مراحل جدية من التفاوض".
ووفقاً لتقارير صحفية، من بينها "نيويورك تايمز" و"بوليتيكو"، فإن الاتفاق سيكون مع المملكة المتحدة، بينما ذكرت "وول ستريت جورنال" أنه قد يكون "إطاراً" لاتفاق أوسع يحتاج إلى مزيد من المفاوضات.
انعكاسات على الحرب التجارية
يأتي هذا الإعلان في أعقاب فرض ترامب سلسلة من الرسوم الجمركية على الواردات من عدة دول، بما في ذلك بريطانيا، في إطار ما أسماه "يوم التحرير" في الثاني من نيسان. حيث فرضت واشنطن رسوماً بنسبة 10% على واردات من دول متعددة، مع تجميد مؤقت لزيادات إضافية كانت مقررة.
وكان ترامب قد غرّد الأربعاء 7 أيار قائلاً إنه سيعلن عن "اتفاق تجاري ضخم" مع "دولة كبيرة وتحظى باحترام كبير"، دون الكشف عن هويتها، مما أثار تكهنات واسعة قبل تأكيد المصادر أن المقصود هو المملكة المتحدة.
ردود الفعل والتوقعات
من جهتها، أكدت الحكومة البريطانية أن رئيس الوزراء ستارمر سيقدم "مستجدات" حول المحادثات التجارية مع واشنطن.
وقالت متحدثة باسم داونينغ ستريت: "المحادثات بشأن الاتفاق بين بلدينا تتواصل بوتيرة سريعة، وسيعلن رئيس الوزراء عن المستجدات في وقت لاحق".
ويُعتبر التوصل إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة أحد الأولويات البريطانية منذ خروجها من الاتحاد الأوروبي، خاصة مع اقتراب قمة مهمة بين لندن والاتحاد الأوروبي في 19 أيار لبحث العلاقات المستقبلية.
تأثير محتمل على الاتحاد الأوروبي
قد يشكل هذا الاتفاق تحدياً للاتحاد الأوروبي، الذي يسعى أيضاً لإبرام صفقة تجارية مع واشنطن. وفي هذا الصدد، قال جوناثان بورتس، أستاذ الاقتصاد في جامعة كينغز لندن: "أي اتفاق مع الولايات المتحدة سيكون على الأرجح لحصر الأضرار وليس لتعزيز الاقتصاد".
وأضاف لوكالة "فرانس برس": "هذا يعني أنه من المرجح أن يحد من رسوم ترامب، ولكن... يرجح أن يتكبد المصدّرون رسوما جمركية أعلى من العام الماضي".
من جانبه، رأى المحلل في "دويتشه بنك" جيم ريد أن: "نظراً لأن التفاوض على الصفقات التجارية الكاملة يستغرق سنوات، فمن المرجح أن يكون هذا إطاراً، وسيكون من المثير للاهتمام أن نرى ما إذا كانت التعرفة الأساسية البالغة 10% ستبقى كما هي".
زيارة ستارمر لواشنطن ومباحثات سابقة
زار ستارمر واشنطن في شباط الماضي، حيث ناقش مع ترامب قضايا تجارية، وعاد متفائلاً بإمكانية التوصل لاتفاق.
وخلال الزيارة، سلم ستارمر ترامب دعوة للقاء الملك تشارلز الثالث في زيارة دولة مرتقبة، تأمل لندن أن تعزز العلاقات الثنائية.
يُذكر أن بريطانيا أبرمت مؤخراً اتفاقية تجارية مع الهند، وصفته بأنه "الأكبر منذ بريكست"، في إطار سعيها لتعويض الخروج من السوق الأوروبية الموحدة.