أجرى كوري ميلز، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي و رئيس لجنة القوات المسلحة، لقاءً مطولًا مع الرئيس السوري أحمد الشرع استمر 90 دقيقة في دمشق، ناقشا خلاله مستقبل العلاقات الأميركية السورية، وإمكانية رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، بالإضافة إلى فرص تحقيق السلام بين سوريا وإسرائيل.
اللقاء الذي جاء ضمن مهمة غير رسمية لتقصي الحقائق، نظمها عدد من الأميركيين السوريين المؤثرين، أتاح لميلز الاطلاع مباشرة على مواقف القيادة السورية الجديدة.
وأوضح ميلز أنه سيسلم رسالة شخصية من الشرع إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، دون أن يفصح عن محتواها، مشيرًا إلى أنه سيعرض نتائج المحادثات أيضًا على مستشار الأمن القومي مايك والتز.
وتركزت المباحثات على ما تنتظره الإدارة الأميركية من دمشق كي تنظر بجدية في تخفيف العقوبات، التي لا تزال تشمل أي نشاط اقتصادي مع الحكومة السورية، باستثناء المساعدات الإنسانية.
وبحسب ما ذكر ميلز، فقد تم توضيح هذه الشروط للرئيس الشرع بشكل مباشر.
الحكومة السورية الجديدة، بقيادة أحمد الشرع، تسعى لإعادة دمج البلاد في المجتمع الدولي، وإنعاش الاقتصاد الذي تضرر بشكل كبير خلال أكثر من عقد من الحرب والنزاع، منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية عام 2011.
وفي هذا السياق، خففت واشنطن بعض القيود في يناير الماضي، لتمكين السوريين من الوصول إلى "الخدمات الأساسية"، إلا أن المسؤولين الأميركيين يشترطون رؤية خطوات ملموسة، خصوصًا فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، قبل المضي في تخفيف أوسع للعقوبات.
اللقاء يشكل إشارة إلى تحركات دبلوماسية غير معلنة قد تفتح الباب أمام مرحلة جديدة في علاقة واشنطن بدمشق، وسط مراقبة دولية حثيثة لأي تطورات محتملة في هذا الملف المعقد.