في عرض مؤثر حظي بتصفيق دام 9 دقائق، خطف فيلم Die My Love الأضواء ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي، بتناول جريء و واقعي لموضوع حساس : اكتئاب ما بعد الولادة.
الفيلم، من إخراج الاسكتلندية لين رامزي، وبطولة النجمة جينيفر لورانس والممثل روبرت باتينسون، يُعد تجسيدًا مؤلمًا لصراع داخلي تعيشه الكثير من النساء بعيدًا عن الأضواء.
الفيلم مأخوذ عن رواية الكاتبة "أريانا هارويتز" الصادرة عام 2017، ويدور حول الزوجين جاكسون وجريس، اللذين ينتقلان إلى منطقة ريفية منعزلة، لتواجه جريس صراعًا نفسيًا عنيفًا بعد ولادة طفلهما، حيث تنقلب حياتها الهادئة إلى دوامة من العزلة، والهلوسات، والرغبة في الهروب، والتمرد على دور الأمومة.
لورانس، التي أنجبت طفلها الثاني مؤخرًا، صرحت في لقاء خاص مع الصحفيين :
" لا شيء يُضاهي عزلتك في فترة ما بعد الولادة .. لقد كانت تجربة حقيقية عشتها، ولم يكن من السهل الفصل بيني وبين شخصية جريس ".
أما باتينسون، فقد أكد أن تجربته كأب ألهمته أثناء تصوير الفيلم، قائلًا :
" عندما تكون بجوار شريكة تمر باضطرابات نفسية بعد الولادة، فإن محاولة فهمها والبقاء إلى جوارها يصبح أمرًا معقدًا للغاية ".
المخرجة لين رامزي، المعروفة بتناول قضايا نفسية واجتماعية في أفلامها السابقة مثل "ينبغي أن نتحدث عن كيفن" ، قدمت عملًا سينمائيًا غارقًا في السوداوية والواقعية، مستفيدة من مواقع التصوير المعزولة والمشاهد الكئيبة التي عمّقت الشعور بالوحدة والضغط النفسي.
وقد حظي الفيلم بإشادة النقاد الذين وصفوه بأنه "تجربة صادقة ومقلقة، تُسلّط الضوء على جانب خفي من معاناة النساء في صمت تام"، كما أنه يُعيد رامزي إلى الساحة بقوة ويؤكد حضورها المستمر في عالم السينما النفسية المعاصرة.
"Die My Love" ليس مجرد فيلم عن الأمومة، بل صرخة داخلية لنساء كثيرات يبحثن عن صوت، وسط صمت المجتمع.