صادق مجلس الشيوخ الأميركي يوم أمس السبت 3 أغسطس / آب على تعيين القاضية ومقدمة البرامج التلفزيونية السابقة جانين بيرو في منصب المدعية العامة لمنطقة كولومبيا، بعد تصويت جاءت نتيجته 50 صوتاً مؤيداً مقابل 45 معارضاً، في خطوة أثارت اهتماماً واسعاً داخل الأوساط السياسية والقانونية الأميركية.
وجاء هذا التعيين بدفع مباشر من الرئيس دونالد ترامب، الذي حث المجلس، الذي يهيمن عليه الجمهوريون، على استكمال المصادقة على مرشحيه خلال عطلة نهاية الأسبوع، بحسب ما أفادت وكالة فرانس برس.
جانين بيرو، البالغة من العمر 74 عاماً، كانت قد عُينت بشكل مؤقت في هذا المنصب في مايو الماضي، وتُعرف بسجلها الإعلامي الطويل كمقدمة لبرامج سياسية وقضائية، أبرزها برنامج "العدالة مع القاضية جانين" الذي استمر 11 عاماً على قناة فوكس نيوز، بالإضافة إلى برنامج "القاضية جانين بيرو" الذي بُث بين عامي 2008 و 2011، ومشاركتها في تقديم برنامج "الخمسة" على القناة ذاتها.
ترامب سبق أن أثنى على بيرو واصفاً إياها بأنها "امرأة لا مثيل لها"، وهي معروفة بولائها السياسي له ودفاعها المستمر عنه، إلى جانب تبنيها نظريات مؤامرة حول الانتخابات الرئاسية لعام 2020، والتي خسرها ترامب أمام جو بايدن، ما أثار تحفظات وانتقادات حادة من قبل معارضيه، لا سيما في صفوف الحزب الديمقراطي.
من بين أبرز المنتقدين لهذا التعيين، السيناتور ديك دوربين، كبير الديمقراطيين في اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ، الذي قال إن بيرو لا تستوفي المعايير لتولي منصب المدعي العام بشكل دائم، معتبراً أن تعيينها يعكس رضوخاً لإرادة ترامب، وانتقد بشدة مواقفها السابقة التي رأى أنها تتنافى مع الحياد المطلوب في المناصب القضائية.
بيرو تنضم بذلك إلى سلسلة من الإعلاميين الذين شغلوا مناصب رسمية في إدارة ترامب، مثل بيت هيغسيث، الذي أصبح وزيراً للدفاع بعد أن شارك في تقديم برنامج "فوكس آند فريندز ويك إند"، وشون دافي، وزير النقل الحالي الذي سبق أن عمل في برامج تلفزيون الواقع وقدم برنامجاً على "فوكس بيزنس".
ولم تكن بيرو الوحيدة التي تمت الموافقة على تعيينها في إطار المصادقة المتسارعة على مرشحي ترامب، حيث تم في الأسبوع الماضي تعيين إميل بوف محامي ترامب السابق، قاضياً فدرالياً في محكمة الاستئناف.
بيرو سبق أن شغلت منصب المدعية العامة لمقاطعة ويست تشستر في نيويورك، ولها مؤلفات سياسية مؤيدة لترامب من أبرزها كتاب "كاذبون، مسرّبون، وليبراليون" الصادر عام 2018، والذي تطرقت فيه إلى ما وصفته بالمؤامرات ضد الرئيس ترامب.
كما أن حياتها الشخصية شهدت جدلاً عندما أُدين زوجها السابق ألبرت بيرو، بالتهرب الضريبي خلال فترة عملها في القضاء، قبل أن يمنحه ترامب عفواً رئاسياً خلال ولايته الأولى.
المنصب الجديد الذي تتولاه بيرو يعد من أقوى المواقع القضائية في الولايات المتحدة، ويُنتظر أن يفتح أمامها ملفات على درجة عالية من الحساسية القانونية والسياسية في العاصمة الأميركية.