الخارجية السورية: استدعاء سفيري روسيا والسعودية وإعادة تنظيم البعثات الخارجية

أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين السورية، في ساعة متأخرة من مساء الإثنين 7 نيسان، عن استدعاء سفيري البلاد في روسيا الاتحادية والسعودية، بشار الجعفري وأيمن سوسان، إلى الإدارة المركزية في دمشق.
وجاء القرار، الذي أصدره الوزير أسعد الشيباني، ضمن سلسلة تغييرات دبلوماسية جديدة، على أن يتولى القائمون بالأعمال مهام السفارتين مؤقتاً إلى حين تعيين خلفاء لهما بقرار من رئيس الجمهورية.
ووصف مصدر مسؤول في الخارجية، وفقاً لما أوردته الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا)، هذه الخطوة بأنها جزء من حركة إعادة هيكلة تشمل السفارات السورية في عدة عواصم، مشيراً إلى أن التغييرات تستجيب لمطالب شعبية بتعيين دبلوماسيين جدد يتمتعون بالخبرة والكفاءة، وينتمون إلى مرحلة ما بعد النظام السابق.
يُذكر أن أيمن سوسان كان قد عُين سفيراً لسوريا في السعودية في ديسمبر 2023، كأول ممثل دبلوماسي لدمشق في الرياض بعد استئناف العلاقات الثنائية. وقبل ذلك، شغل منصب معاون وزير الخارجية، كما مثل سوريا لدى الاتحاد الأوروبي حتى عام 2012. وبعد سقوط نظام الأسد، أثار سوسان جدلاً بتصريحاته التي اتهم فيها الرئيس السابق برئاسة شبكة تهريب مخدرات، مؤكداً أن الثورة السورية كانت مشروعة.
أما بشار الجعفري، فقد تولى منصب السفير في موسكو عام 2022، بعد أن كان نائباً لوزير الخارجية وممثلاً دائماً لسوريا في الأمم المتحدة. وقد لفت الأنظار بدوره البارز في الدفاع عن سياسات النظام السابق دولياً، قبل أن ينتقد لاحقاً ما وصفه بـ “منظومة الفساد" التي حكمت البلاد، داعياً إلى مصالحة وطنية.
جاء قرار الاستدعاء بالتزامن مع أنباء عن تغيير الوضع القانوني للبعثة السورية في الأمم المتحدة، حيث قامت واشنطن بتعديل تصنيفها من "بعثة دولة عضو" إلى "بعثة حكومة غير معترف بها"، إلا أن مصدراً في الخارجية السورية أوضح أن هذا الإجراء "إداري بحت" ولا يعكس تغييراً في الموقف من الحكومة الحالية، مؤكداً أن الوزارة تعمل على حل أي التباس وتنسيق المواقف مع الجهات الدولية.
وأضاف المصدر أن هناك مراجعة شاملة لوضع البعثات الدبلوماسية السورية في الخارج، وسيتم الإعلان قريباً عن إجراءات جديدة لتعزيز كفاءتها وتمثيلها السياسي، بما يلبي تطلعات الشعب السوري ويعكس توجهات المرحلة المقبلة.