في خطوة مفاجئة، كشف مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية أن الولايات المتحدة قامت خلال الأسابيع القليلة الماضية بسحب 500 جندي أميركي من شمال شرقي سوريا، في إطار خطة لإعادة تمركز القوات بشكل آمن ومدروس بناءً على "ظروف ميدانية محددة".
وأضاف المسؤول أن قاعدتين أميركيتين أُغلقتا بالكامل، بينما تم تسليم قاعدة عسكرية ثالثة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، الحليف المحلي الرئيسي لواشنطن في مواجهة تنظيم داعش.
وأكد المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم باراك خلال مقابلة مع قناة "NTV" التركية أن بلاده تتجه إلى تقليص عدد قواعدها العسكرية في سوريا من ثماني قواعد إلى قاعدة واحدة فقط.
وعلّق باراك قائلًا : "سياساتنا الحالية تجاه سوريا لن تكون امتدادًا لسياسات القرن الماضي، لأنها ببساطة لم تنجح".
وأشار باراك أيضًا إلى أن الدعم الأميركي لـ "قسد" سيستمر، موضحًا أنها "تُعد حليفًا مهمًا" في المنطقة، خصوصًا في إطار جهود التحالف الدولي للقضاء على تنظيم داعش.
ومنذ سنوات، تُبقي واشنطن على وجود عسكري في سوريا، يُقدّر حاليًا بأكثر من 900 جندي، ضمن عمليات التحالف الدولي ضد داعش، الذي كان قد سيطر سابقًا على مساحات واسعة في سوريا والعراق قبل أن يُمنى بهزائم متتالية.
وتأتي هذه التحركات في وقت يشهد فيه الملف السوري تغيرات متسارعة، سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي، ما يثير تساؤلات حول مستقبل النفوذ الأميركي في المنطقة، خاصة مع تصاعد الحديث عن إعادة تشكيل خرائط التحالفات داخل سوريا وخارجها.