استقرار أسعار النفط رغم مخاوف الإمدادات وضبابية السياسة الأمريكية

حافظت أسعار النفط على استقرارها خلال تعاملات يوم الجمعة 18 تموز، بعدما سجلت مكاسب في الجلسة السابقة، في ظل مخاوف من اضطراب الإمدادات بسبب الهجمات المسيّرة على حقول النفط في إقليم كردستان العراق، إلى جانب التحديات الناجمة عن السياسة الجمركية الأمريكية وتأثيرها على توقعات الطلب العالمي.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.06% (4 سنتات) ليصل سعر البرميل إلى 69.48 دولاراً، بينما تراجع خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.04% (3 سنتات) مسجّلاً 67.51 دولاراً للبرميل بحلول الساعة 02:39 بتوقيت غرينتش.
وأدت الهجمات المتواصلة على المنشآت النفطية في إقليم كردستان العراق إلى تعطيل ما يقارب نصف الإنتاج، حيث انخفضت كميات الخام المُنتجة بواقع 140–150 ألف برميل يومياً من أصل 280 ألف برميل، وفقاً لمصادر في قطاع الطاقة. وتشير تقارير إلى أن فصائل مدعومة من إيران قد تكون وراء هذه الهجمات، رغم عدم إعلان أي جهة مسؤوليتها عنها حتى الآن.
ساهم الطلب المرتفع على النفط بسبب مواسم السفر، خاصة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، في دعم الأسعار. ووفقاً لمذكرة صادرة عن "جيه بي مورغان"، بلغ متوسط الطلب العالمي على النفط 105.2 مليون برميل يومياً خلال النصف الأول من تموز، بزيادة 600 ألف برميل مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وما زالت التهديدات بفرض رسوم جمركية أمريكية جديدة بدءاً من آب تشكل عامل ضغط على معنويات السوق، في وقت يدرس بعض كبار المنتجين خفض قيود الإنتاج، مما قد يؤدي إلى زيادة المعروض النفطي مع انتهاء موسم الذروة الصيفية.
وعلى الرغم من التصعيد الأمني، أعلنت الحكومة العراقية عن استئناف تصدير نفط كردستان إلى تركيا عبر خط الأنابيب بعد توقف دام عامين، وهو ما قد يسهم في استقرار الإمدادات لاحقاً.
يُذكر أن أسعار النفط شهدت تراجعاً تراكمياً يتجاوز 1% منذ بداية الأسبوع، متأثرة بتداعيات العوامل الجيوسياسية والاقتصادية المتشابكة.