شهدت صحراء حلبان الواقعة غرب الرياض قصة نجاة مؤثرة كُتبت فصولها وسط الرمال الحارقة، بعدما ضلّت عائلة سعودية طريقها في منطقة صحراوية نائية، لتعيش ساعات عصيبة كادت تودي بحياتهم، لولا تدخل فريق "إنجاد" للبحث والإنقاذ الذي قلب المأساة إلى فرح غامر.
البداية كانت مع تلقي بلاغات عن فقدان عائلة في منطقة مقطوعة، ليتحرك فريق "إنجاد" بسرعة فائقة ويطلق عمليات بحث موسعة باستخدام تقنيات متطورة، من أبرزها الطائرات المسيّرة (الدرون).
أكثر من 40 عضوًا من الفريق شاركوا في عمليات التمشيط التي امتدت لساعات طويلة، تكللت بتحديد موقع العائلة شمال غرب قيران، على بُعد نحو 50 كيلومترًا من منطقة حلبان.
العائلة التي ضلّت الطريق وعُلقت مركبتها في الرمال كانت تضم إبراهيم بن عبد العزيز العوشن وعبد اللّٰـه بن فهد الشثري، حيث انقطعت بهم السبل دون ماء أو طعام.
ومع تفاقم العطش والجوع، لجأوا إلى شرب ماء "الراديتر" من السيارة وأكل أوراق الشجر للبقاء على قيد الحياة، في مشهد يُجسد قسوة الصحراء وشراسة العزلة.
بعد رصد المركبة من الجو بواسطة الدرون، انطلق عضوان من فريق "إنجاد" إلى الموقع المحدد، ليعثروا على العائلة في لحظة مؤثرة، استقبلها الجميع بسجدة شكر للّٰـه وفرحة لا توصف، بعد ساعات من القلق والترقب.
انتشرت تفاصيل الحادثة سريعًا على منصات التواصل الاجتماعي، وتفاعل معها آلاف السعوديين الذين عبروا عن امتنانهم العميق لفريق "إنجاد"، مشيدين بشجاعتهم ومهنيتهم العالية، ومؤكدين أهمية الاستعداد الكامل قبل خوض مغامرات في الصحارى، وضرورة توفر وسائل السلامة والتواصل لضمان عودة آمنة.