في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز الأمن الغذائي وتحفيز الانتعاش الاقتصادي في سوريا، وقع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي اتفاقية شراكة مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بقيمة 5 ملايين دولار، تستهدف إعادة تأهيل 33 وحدة إنتاج خبز موزعة على ثماني محافظات سورية.
جاء توقيع الاتفاقية على هامش المنتدى الإنساني الأوروبي، حيث أكد أخيم شتاينر، مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أن "الخبز يمثل الغذاء الأساسي لغالبية السوريين، وضمان إنتاجه بشكل مستدام هو خطوة أولى حيوية نحو استعادة الأمن الغذائي في البلاد".
وأضاف : "نتطلع لتوسيع شراكتنا مع مركز الملك سلمان للإغاثة لدعم جهود التعافي في سوريا، خاصة بعد حرب استمرت لأكثر من 14 عامًا".
وأوضح شتاينر أن هذه المبادرة تعكس التزامًا مشتركًا بين الطرفين في دعم جهود إعادة الإعمار والتنمية المستدامة، خاصة في المجتمعات التي تعاني من تداعيات الصراع الطويل.
من جانبه، أكد الدكتور عبد اللّٰـه الربيعة، المشرف العام على المركز، أن هذه الشراكة تمثل استجابة منسقة لتفاقم انعدام الأمن الغذائي، مشيرًا إلى أنها تسهم في ضمان توفر المواد الغذائية الأساسية، وتعيد الحياة للبنية التحتية الحيوية المرتبطة بالنظام الغذائي المحلي.
وبحسب ما ذكره البرنامج، فإن المشروع سيشمل أعمالًا مدنية متقدمة وتركيب 13 خط إنتاج حديثًا داخل الأفران، ما يسهم في رفع الطاقة الإنتاجية اليومية من 265 طنًا إلى 473 طنًا من الخبز، أي بزيادة تفوق 78%. كما ستسهم هذه الخطوط في تحسين جودة الخبز من حيث الاتساق، والنظافة، والقيمة الغذائية.
وسيمتد نطاق المشروع إلى مناطق ذات كثافة عالية من النازحين داخليًا والعائدين والسكان الأكثر هشاشة، مستهدفًا بشكل مباشر نحو 1.4 مليون شخص في ريف دمشق، درعا، السويداء، اللاذقية، حمص، حماة، دير الزور، وحلب.
ويُنتظر أن يتم إنجاز المشروع خلال 14 شهرًا، حيث سيوفر فرص عمل لـ 350 خبازًا سيتم تدريبهم بشكل احترافي لتشغيل وصيانة المعدات الجديدة.
وخلال فترة إعادة التأهيل، سيتم تعويض أي نقص في إنتاج الخبز من خلال دعم المخابز المجاورة لضمان عدم انقطاع الإمدادات.
يمثل هذا المشروع خطوة محورية نحو استعادة سبل العيش المحلية وبناء قاعدة صلبة للانتعاش الاجتماعي والاقتصادي في سوريا، معزِّزًا قدرة المجتمعات المحلية على الصمود ومواجهة التحديات المستقبلية.