السعودية وأميركا تعززان شراكة استراتيجية في الذكاء الاصطناعي والاستثمار

أكد وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح أن رؤية المملكة 2030 حققت تقدماً ملحوظاً في مختلف القطاعات، لاسيما الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أن الشراكة مع الولايات المتحدة تُعد من أبرز الشراكات الاستراتيجية للمملكة على المستويين الاستثماري والجيوسياسي.
جاء ذلك خلال كلمته في منتدى الاستثمار السعودي الأميركي بالرياض، الذي عُقد على هامش زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمملكة، حيث لفت الفالح إلى تضاعف الاستثمارات في السعودية خلال السنوات الأخيرة، مما يعكس متانة العلاقات الثنائية بين البلدين.
وأوضح أن رؤية 2030 وبرامجها التنموية قطعت شوطاً متقدماً في تنويع الاقتصاد وتعزيز استدامته، عبر فتح آفاق استثمارية في قطاعات واعدة مثل الطاقة التقليدية والمتجددة، والتقنيات المتقدمة، والذكاء الاصطناعي، والسياحة، والصحة، والتقنيات الحيوية، والخدمات اللوجستية.
وأضاف الفالح: "التغيرات الاقتصادية والتطورات التقنية المتسارعة ستُعيد تشكيل الاقتصاد العالمي، وتتيح فرصاً كبيرة لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين السعودية وأميركا، مع التركيز على بناء شراكات مستدامة تستند إلى نقاط القوة في اقتصادَي البلدين، وخاصةً شركاتهما".
تعزيز العلاقات الثنائية وإنجازات رؤية 2030
من جانبه، أكد وزير المالية السعودي محمد الجدعان أن العلاقات السعودية الأمريكية تتزايد قوةً عاماً بعد عام، مدعومةً بالاستثمارات المشتركة.
وكشف الجدعان عن تحقيق المملكة تقدماً كبيراً في خفض معدلات البطالة وزيادة مشاركة المرأة في سوق العمل، قائلاً: "وصلنا إلى 100 مليون زائر، وهو هدف رؤية 2030 الذي تحقق قبل عامين من الموعد المستهدف".
التعاون التقني والذكاء الاصطناعي
وفي مجال التقنية، صرح وزير الاتصالات السعودي بأن وفداً سعودياً ناقش مع مسؤول الذكاء الاصطناعي في البيت الأبيض تقنيات متطورة، منها حلول سريعة لإصدار جوازات السفر خلال 5 دقائق، وروبوتات نانوية تخفض تكلفة علاج بعض الأمراض من 2.2 مليون دولار إلى بضع مئات فقط.
بدوره، أشار مسؤول الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة في البيت الأبيض إلى أن مخاطر إساءة استخدام التكنولوجيا "ليست قضية على الإطلاق عندما يكون لدينا صديق مثل السعودية".
وأضاف أن إدارة ترامب تسعى لجعل التكنولوجيا الأمريكية معياراً عالمياً، مع ضمان عدم إساءة استخدام رقائق الذكاء الاصطناعي دون تقييد انتشارها.
استثمارات كبرى وفرص واعدة
كشفت الرئيسة التنفيذية للاستثمار والشؤون المالية في غوغل عن بدء بناء مراكز بيانات في السعودية، بما في ذلك إدخال وحدات معالجة الرسوميات (GPU).
من جهته، رأى لاري فينك، الرئيس التنفيذي لـ “بلاك روك"، أن السعودية تحولت من مصدر لرؤوس الأموال إلى وجهة جاذبة للاستثمار العالمي، معرباً عن توقعه تقلبات اقتصادية قادمة، وفرصاً استثمارية خاصة واعدة. وحذر من استمرار العجز الأمريكي، واصفاً إياه بـ “المشكلة الحقيقية".
السياسة الاقتصادية الأمريكية والتوازن العالمي
أكد وزير الخزانة الأمريكية سكوت بيسنت أن بلاده لا تريد انفصالاً اقتصادياً كاملاً مع الصين، مشيراً إلى نتائج المحادثات الأخيرة في جنيف لتفادي التصعيد التجاري.
وأوضح بيسنت أن إدارة ترامب تعمل على إعادة التوازن للاقتصاد الأمريكي، بينما تحتاج الصين إلى التحول نحو اقتصاد قائم على الاستهلاك. كما كشف عن خطط لإعادة الصناعات الطبية وأشباه الموصلات إلى الأراضي الأمريكية لتعزيز الأمن الصناعي.