أصدر القضاء الأميركي حكمًا بالسجن لمدة 25 عامًا على هادي مطر، الشاب الذي نفذ الهجوم الشهير على الروائي البريطاني من أصل هندي سلمان رشدي في العام 2022، وهو الهجوم الذي تسبب بإصابة رشدي بعمى جزئي وأثار ضجة عالمية واسعة.
المحكمة الجنائية في مقاطعة تشوتوكوا بمدينة مايفيل في ولاية نيويورك دانت مطر، البالغ من العمر 27 عامًا، بمحاولة القتل من الدرجة الثانية، بعدما اندفع على خشبة المسرح أثناء حديث أدبي كان يلقيه رشدي في معهد تشوتوكوا للفنون، وطعنه مرارًا أمام الجمهور، ما أسفر أيضًا عن إصابة رجل آخر كان يشاركه الحوار.
وأظهر مقطع مصور جرى عرضه على هيئة المحلفين خلال المحاكمة، لحظة الهجوم الوحشي، حيث شوهد مطر يتقدم بسرعة نحو رشدي ويوجه له عدة طعنات قبل أن يتدخل الحضور.
الهجوم أصاب هنري ريس، المؤسس المشارك لمبادرة "مدينة اللجوء" غير الربحية في بيتسبرغ، والتي تُعنى بدعم الكتاب المنفيين حول العالم، وقد كان يجري حوارًا مع رشدي خلال الفعالية.
المدعي العام في المقاطعة، جيسون شميت، قال بعد النطق بالحكم إن رشدي لا يزال يعاني من آثار نفسية وجسدية بالغة نتيجة الحادث، مشيرًا إلى أن "ما تعرض له كان صدمة حقيقية"، وأنه كان قد بدأ في الظهور مجددًا للعلن بعد سنوات من الاختباء إثر الفتوى التي أصدرها الزعيم الإيراني الراحل آية الله الخميني عام 1989 والتي دعت إلى قتله، بسبب روايته "آيات شيطانية" التي اعتبرتها إيران تجديفًا.
شميت أوضح أن الحكم تضمن أيضًا عقوبة إضافية بالسجن لمدة 7 سنوات بحق مطر بسبب طعنه لهنري ريس، إلا أن هذه العقوبة ستُنفذ بالتزامن مع الحكم الرئيسي البالغ 25 عامًا.
من جهته، أعلن محامي مطر، ناثانيل بارون، أن موكله ينوي استئناف الحكم.
القضية لم تنته بعد، إذ يواجه مطر أيضًا مجموعة من التهم الفيدرالية الأخرى وجهها له مكتب المدعي العام في غرب نيويورك، من بينها محاولة قتل رشدي في إطار عمل إرهابي، وتقديم دعم مادي لجماعة حزب اللّٰـه اللبنانية المصنفة كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة.
ومن المقرر أن تُعقد محاكمة منفصلة للنظر في هذه التهم أمام محكمة في مدينة بافالو.