في حدثٍ هام يواكب المرحلة الجديدة من إعادة بناء سوريا ؛ تم تعيين الشيخ أسامة بن عبد الكريم الرفاعي مفتيًا عامًا للجمهورية العربية السورية، في خطوةٍ كبيرة تعكس أهمية الدور الديني في المرحلة المقبلة .
وقد أتى هذا التعيين في إطار تشكيل مجلس الإفتاء الأعلى الذي يهدف إلى تنظيم العمل الفقهي وضمان صحة الفتاوى التي تصدر عن العلماء السوريين .
بدأ السيد الرئيس أحمد الشرع كلمته في مؤتمر تشكيل المجلس بتأكيد الدور التاريخي الذي لطالما لعبته دمشق في الريادة العلمية والحضارية والدعوية، والتي كانت دائما منبرًا للخير لعموم الأمة .
وقال الشرع : "حتى وقعت سوريا في يد العصابة الفاسدة، فظهر الشر وعم البلاء، وعملوا على هدم سوريا سارية سارية ".
وأضاف أن اليوم يأتي الجميع من أجل إعادة بناء سوريا من جديد، باستخدام كوادرها وعلمائها، مع التأكيد على أهمية الفتوى في بناء الدولة السورية الحديثة .
وأشار الرئيس إلى أن الفتوى كانت قد تعرضت في الفترة الماضية للتعدي من جهات غير مؤهلة، وأنه بات من الضروري إعادة منصب مفتي الجمهورية السورية إلى علماء الشام الأكفاء، مشيدًا بتعيين الشيخ أسامة الرفاعي لهذا المنصب، و وصفه بأنه من خيرة العلماء الذين يتمتعون بالكفاءة العالية والإلمام الكامل بالشأن الفقهي .
كما تناول الرئيس الشرع في كلمته ضرورة تحويل الفتوى إلى مسؤولية جماعية، بحيث تصدر من خلال مجلس الإفتاء الأعلى الذي يتضمن نخبة من العلماء والخبراء، بعد بذل أقصى الجهد في البحث والتحري .
وأوضح أن الفتوى تمثل أمانة عظيمة، مؤكدًا أن المجلس سيعنى بضبط الخطاب الديني المعتدل الذي يعكس التوازن بين الأصالة والمعاصرة، ويضمن الحفاظ على الهوية السورية، كما يسهم في معالجة الخلافات التي قد تؤدي إلى الفرقة، مؤكدًا على أهمية وحدة الصف في هذه المرحلة الدقيقة .
وتوجه السيد الرئيس بالدعاء إلى اللّٰـه تعالى أن يعينهم في هذا الشهر الكريم على إعادة بناء سوريا، لتكون دولة عادلة، قوية، رحيمة، أمينة، ذات عزة وكرامة لأبنائها .
تضمنت مراسم الإعلان عن تشكيل مجلس الإفتاء الأعلى تعيين نخبة من العلماء البارزين، وهم :
الشيخ علاء الدين القصير
د. خير اللّٰـه طالب
د. أنس عيروط
الشيخ أنس الموسى
د. إبراهيم شاشو
الشيخ نعيم عرقسوسي
الشيخ محمد خير اللّٰـه الشكري
الشيخ محمد راتب النابلسي
الشيخ عبد الفتاح البزم
د. وهبي سليمان
د. مظهر الويس
الشيخ عبد الرحيم عطون
الشيخ سهل جنيد
د. إبراهيم الحسون .
هذا التعيين يفتح آفاقًا جديدة للعمل الفقهي ويعكس تصميم القيادة السورية على استعادة زمام المبادرة في شؤون الدين والفتوى، بعيدًا عن أي تأثيرات خارجية قد تسعى إلى تشويه الحقائق الدينية .