اجتاح الخوف مدن الشرق الجزائري خلال الساعات الأخيرة، بعدما ضرب داء الكلب بقوة وتسبب في ثلاث وفيات وحالات إصابة متفرقة، ما دفع السلطات الصحية إلى إعلان حالة استنفار قصوى.
في ولاية سطيف، وتحديدًا بمنطقة قنزات، هاجم كلب شارد السكان، متسببًا في إصابة 11 شخصًا، توفي اثنان منهم يوم أمس السبت، فيما لا تزال الحالات الأخرى تخضع للمراقبة والعلاج.
وفي ولاية ميلة، وقع حادث مأساوي آخر أودى بحياة شاب يبلغ من العمر 18 عامًا، بعدما تعرض لخدوش من قطة شاردة تبناها لتربيتها في منزله، دون أن يدرك أنها كانت مصابة بالداء. الشاب نُقل إلى مستشفى الإخوة طوبال، لكنه فارق الحياة هناك بعد فوات الأوان.
هذه الحوادث تعيد إلى الأذهان واقعة مشابهة حدثت منذ مدة في بلدية براقي، حيث أثار كلب مصاب بداء الكلب حالة من الذعر بعد مهاجمته لعدد من السكان، ما دفع السلطات حينها إلى إصدار تحذير رسمي، طالبت فيه الأهالي بعدم السماح للأطفال بالخروج حتى تتم السيطرة على الوضع.
وزارة الصحة الجزائرية كانت قد أطلقت تحذيرات في وقت سابق بشأن احتمال تفشي داء الكلب، وأكدت على لسان مديرة الوقاية ومكافحة الأمراض المتنقلة، سامية حمادي، أن البلاد قطعت أشواطًا مهمة في طريق القضاء على المرض، في إطار خطة وطنية تهدف إلى الوصول إلى صفر إصابة بحلول عام 2030.
واعتبرت أن مواجهة هذا الداء تمثل أولوية صحية قصوى، مشيرة إلى أن الجهود تتركز على التوعية، المراقبة، التلقيح الواسع، والتنسيق بين مختلف القطاعات من الزراعة إلى الشؤون الدينية.
داء الكلب، المعروف بخطورته العالية، ينتقل إلى البشر عادة من خلال لعاب الحيوانات المصابة، وبالخصوص عن طريق العض أو الخدش، وهو مرض قاتل إذا لم يُعالج في الوقت المناسب، ما يجعل من الوقاية والتدخل السريع ضرورة لا تحتمل التأجيل.