تفشي التهاب السحايا في غزة بين الأطفال .. والمستشفيات عاجزة عن الاستجابة

8 يوليو 202537 مشاهدةوقت القراءة: 2 دقيقة
تفشي التهاب السحايا في غزة بين الأطفال .. والمستشفيات عاجزة عن الاستجابة
تشهد مستشفيات قطاع غزة، خاصة مستشفى ناصر في خان يونس، ارتفاعاً حاداً ومقلقاً في حالات الإصابة بالتهاب السحايا بين الأطفال، وسط ظروف إنسانية وصحية متدهورة نتيجة الحرب المستمرة منذ 21 شهراً بين إسرائيل وحركة حماس.

في أحد أجنحة المستشفى، تهدهد امرأة حفيدتها شام (16 شهراً) التي أصيبت بالتهاب السحايا، محاولة تهدئتها بعد أن ارتفعت حرارتها وتشنج جسدها فجأة.
تقول الجدة أم ياسمين : "لم نجد سيارة إسعاف لنقلها، الطفلة كانت على وشك الموت ونحن نبحث عن وسيلة إنقاذ".

منظمة الصحة العالمية ومنظمة "أطباء بلا حدود" أعربتا عن قلق بالغ من تفشي المرض، محذرتين من أن الظروف المعيشية السيئة في غزة، من اكتظاظ سكاني داخل الخيام والملاجئ وسوء خدمات الصرف الصحي، أدت إلى تفاقم خطر انتشار التهاب السحايا.
وقال ريك بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية : "هناك زيادة ملحوظة في عدد حالات إصابة الأطفال بالتهاب السحايا .. نحن قلقون للغاية".

التهاب السحايا البكتيري، وهو الأخطر، يمكن أن ينتقل عبر الهواء ويهدد الحياة، خاصة في الخيام المكتظة، بينما التهاب السحايا الفيروسي، رغم أنه أقل خطورة، إلا أنه ينتشر بسهولة في أماكن تفتقر إلى النظافة والبنية التحتية الصحية الأساسية.
تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن موسم انتشار التهاب السحايا الفيروسي عادةً ما يكون بين يونيو وأغسطس، لكن هذه السنة شهدت ارتفاعاً أكبر من المعتاد.

تدهور النظام الصحي الناتج عن الحرب والحصار أسهم في تعطيل التطعيمات الروتينية، و زاد من صعوبة الوصول إلى الرعاية الطبية، في وقت تعاني فيه المستشفيات من نقص حاد في الأدوية والمضادات الحيوية الأساسية، إضافة إلى غياب أماكن مخصصة للعزل.

الدكتور محمد أبو مغيصيب نائب المنسق الطبي لمنظمة "أطباء بلا حدود"، قال إن المستشفيات تعاني من الاكتظاظ، ولا توجد أسرّة كافية أو تجهيزات لفصل الحالات المصابة، وهو ما يسهم في تسريع انتشار العدوى.
وأضاف أن غياب التحاليل المخبرية اللازمة لتحديد نوع البكتيريا المسببة للعدوى يعيق التشخيص والعلاج السريع.

في مستشفى ناصر، تم تسجيل حوالي 40 حالة إصابة بالتهاب السحايا، ما بين فيروسي وبكتيري خلال الأسبوع الماضي فقط.
وفي مدينة غزة، سجل مستشفى الرنتيسي للأطفال مئات الحالات في الأسابيع الأخيرة، بحسب تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

الوضع الصحي في غزة يزداد سوءاً، فيما لا تزال الجهود الطبية تواجه تحديات كبيرة، في ظل استمرار النزاع وانهيار البنية التحتية، ما يهدد حياة مئات الأطفال في القطاع ويجعل خطر تفشي الأمراض أكبر من أي وقت مضى.

مشاركة الخبر