ماركو روبيو : على دمشق إنهاء الكارثة في السويداء ومحاسبة المتورطين
20 يوليو 202544 مشاهدةوقت القراءة: 3 دقيقة

حجم الخط
16
كشف وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن بلاده كانت على تواصل مع إسرائيل والأردن ودمشق بشأن التطورات الأخيرة في جنوب سوريا، في إشارة إلى ما جرى في السويداء خلال الأيام الماضية.
وأكد فجر اليوم الأحد عبر منصة X أن القتال في السويداء يجب أن يتوقف، مشددًا على ضرورة أن تسهم السلطات في دمشق في الحفاظ على فرصة تحقيق سوريا موحدة.
كما شدد روبيو على ضرورة محاسبة أي شخص تورط في مجازر جنوب سوريا، و وقف الاشتباكات الجارية بين الجماعات الدرزية والبدوية فورًا، وقال إن الانتهاكات وعمليات القتل بحق الأبرياء لا تزال تحدث في الجنوب السوري، ويجب إنهاؤها حالًا.
وأكد أن السلطات في دمشق مطالبة باستخدام قواتها الأمنية لمنع دخول تنظيم داعش والجماعات الجهادية الأخرى إلى السويداء، والعمل على تقديم المسؤولين عن الفظائع إلى العدالة، بمن فيهم من ينتمون إلى المؤسسات الرسمية.
وأشار إلى أن استمرار هذه الانتهاكات يهدد أي فرصة لتحقيق وحدة سوريا، داعيًا إلى إنهاء الأزمة قبل أن تتفاقم.
جاءت هذه التصريحات بعد إعلان وزارة الداخلية السورية تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء، مشيرة إلى أن المدينة أصبحت خالية من مقاتلي العشائر.
وقال المتحدث باسم الوزارة نور الدين البابا، إن القوات الأمنية انتشرت في المنطقتين الشمالية والغربية من محافظة السويداء بعد جهود كبيرة لتطبيق الاتفاق، وتم إخلاء المدينة بالكامل.
في السياق ذاته، أعلن مجلس القبائل والعشائر السورية إخراج جميع مقاتليه من مدينة السويداء تنفيذًا لتوجيهات الرئاسة السورية المرتبطة باتفاق وقف إطلاق النار، وفق ما نقلته قناة الإخبارية السورية.
وأوضح المجلس أن الالتزام بوقف إطلاق النار يأتي في إطار التهدئة وتفادي التصعيد.
كما أعلنت وزارة الصحة السورية إرسال قافلة طبية بشكل عاجل إلى السويداء تضم 20 سيارة إسعاف مجهزة، يرافقها طاقم طبي متخصص.
وكان مصدر في وزارة الداخلية السورية قد كشف السبت عن أبرز بنود اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء، والذي جاء بعد جهود مكثفة لتطويق التوتر الأمني.
وأوضح أن الاتفاق يشمل انتشار قوى الأمن الداخلي كقوات فض اشتباك في ريف السويداء الشمالي والغربي، إلى جانب انتشار القوات الأمنية السورية على الطرق الرئيسية فقط وليس داخل المدن، بهدف التهدئة وتثبيت الاستقرار.
كما ينص الاتفاق على تنفيذ بنوده خلال 48 ساعة، منها فتح معابر إنسانية بين درعا والسويداء لتأمين خروج المدنيين والمصابين، إضافة إلى بند يتعلق بتأمين المحتجزين من أبناء عشائر البدو لدى المجموعات الخارجة عن القانون، كخطوة ضرورية لبناء الثقة وتفادي أي تصعيد لاحق.
وفي وقت سابق من يوم السبت، أعلنت الرئاسة السورية وقفًا شاملًا وفوريًا لإطلاق النار، عقب ساعات من إعلان المبعوث الأميركي إلى سوريا توماس برّاك، عن اتفاق بين إسرائيل وسوريا على وقف إطلاق النار بعد الاشتباكات التي اندلعت في المنطقة ذات الأغلبية الدرزية.
وأكدت الرئاسة السورية في بيانها أن أي خرق لوقف إطلاق النار يُعد انتهاكًا للسيادة.
يُذكر أن التوتر في جنوب سوريا تصاعد في 13 يوليو بعد اندلاع اشتباكات في محافظة السويداء بين عناصر محلية درزية وعناصر من عشائر بدوية.
وفي 15 يوليو، دخلت قوات الأمن السورية إلى المدينة لمحاولة السيطرة على الوضع، لكن إسرائيل سرعان ما شنت ضربات على آليات عسكرية سورية كانت في طريقها إلى السويداء، وقصفت عدة مواقع استراتيجية في العاصمة دمشق بتاريخ 16 يوليو.
في أعقاب ذلك، أعلنت وزارة الدفاع السورية مساء 16 يوليو سحب جميع القوات العسكرية من مدينة السويداء التزامًا باتفاق وقف إطلاق النار، رغم استمرار الاشتباكات في محيط المدينة.
ثم تم التوصل إلى اتفاق جديد دخل حيّز التنفيذ فجر يوم أمس الجمعة، وتبعته عملية انتشار أمني في المحافظة وانسحاب للعشائر.
ختامًا، شدد وزير الخارجية الأميركي على أن إنهاء ما يجري في الجنوب هو مسؤولية دمشق، وإذا كانت جادة في الحفاظ على سوريا موحدة، فعليها منع تنظيم داعش والجماعات العنيفة الأخرى من التسلل إلى السويداء، وأن تضمن محاسبة جميع المسؤولين عن الجرائم، بما فيهم من ينتمي إلى أجهزتها، وتوقف فورًا القتال بين الجماعات الدرزية والبدوية في المنطقة المحاصرة.