الليبراليون يحتفظون بالسلطة في كندا للمرة الرابعة على التوالي

تمكن الحزب الليبرالي الكندي بقيادة رئيس الوزراء مارك كارني من الاحتفاظ بالسلطة بعد الانتخابات العامة التي جرت يوم الاثنين 28 نيسان، وفقاً لنتائج أولية أعلنتها شبكة "سي.تي.في نيوز".
ومع ذلك، تشير التوقعات إلى أن الحزب قد يفشل في تحقيق الأغلبية البرلمانية التي كان يحتاجها لدعم موقفه التفاوضي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الرسوم الجمركية المثيرة للجدل.
وكان الليبراليون بحاجة إلى الفوز بـ 172 مقعداً من أصل 343 في مجلس العموم لتشكيل حكومة أغلبية مستقلة، لكن النتائج المبدئية أظهرت حصولهم على 156 مقعداً، بينما حل المحافظون في المرتبة الثانية بـ 145 مقعداً.
وتتجه الأنظار الآن إلى مقاطعة كولومبيا البريطانية، التي أُغلقت فيها صناديق الاقتراع متأخرة، حيث قد تحسم نتائجها مصير تشكيل الحكومة.
كارني وموقفه الصارم تجاه واشنطن
أكد كارني خلال حملته الانتخابية عزمه على اتباع نهج صارم في المفاوضات مع الولايات المتحدة، محذراً من أن كندا قد تضطر إلى إنفاق مليارات الدولارات لتقليل اعتمادها الاقتصادي على جارتها الجنوبية.
كما ركز على خبرته الاقتصادية، معتبراً أنها تؤهله ليكون الأقدر على التعامل مع سياسات ترامب التصعيدية.
من جهة أخرى، أظهر المحافظون، المنتمون إلى تيار يمين الوسط، أداءً قوياً وغير متوقع في الانتخابات، حيث دعوا إلى التغيير بعد أكثر من تسع سنوات من حكم الليبراليين.
ترامب.. العامل المؤثر في الحملة
عاد دونالد ترامب إلى الواجهة كعامل مؤثر في المشهد السياسي الكندي الأسبوع الماضي، عندما هدد بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على السيارات الكندية، قائلاً إن الولايات المتحدة "لا تريد هذه السيارات".
كما أعاد نشر تصريحات سابقة عبر مواقع التواصل الاجتماعي يوم الاثنين، دعا فيها إلى ضم كندا كـ "الولاية الأمريكية الحادية والخمسين"، متهكماً على الحدود بين البلدين.
وكتب ترامب: "بالتوفيق لشعب كندا العظيم... انتخبوا الرجل الذي يمتلك القوة والحكمة لخفض ضرائبكم إلى النصف، وزيادة قوتكم العسكرية، مجاناً، إلى أعلى مستوى في العالم".
وأضاف: "ضاعفوا حجم أعمالكم في السيارات والصلب والألمنيوم والأخشاب والطاقة وجميع قطاعاتكم الاقتصادية أربع مرات، من دون أي رسوم أو ضرائب، إذا أصبحت كندا الولاية الحادية والخمسين العزيزة على قلوبنا في الولايات المتحدة. لن نعود إلى الحدود المصطنعة التي رُسمت منذ سنوات طويلة".
عودة الليبراليين بقوة
تمثل هذه الانتخابات عودة قوية لليبراليين، الذين كانوا متأخرين في استطلاعات الرأي بـ 20 نقطة في كانون الثاني الماضي، قبل استقالة رئيس الوزراء السابق جاستن ترودو، وتصاعد التهديدات الأمريكية بفرض رسوم جمركية.
وقد ساهمت تصريحات ترامب في إشعال موجة وطنية عززت الدعم لـكارني، الذي يُعتبر وجهاً جديداً في السياسة الكندية، رغم خبرته السابقة في قيادة بنكين مركزيين بدول مجموعة السبع.
يذكر أن حكومات الأقلية في كندا نادراً ما تستمر لأكثر من عامين ونصف، مما يضع الليبراليين أمام تحديات كبيرة في حال تأكدت نتائج الانتخابات الحالية.
وفي الوقت الذي توقعت فيه هيئة الإذاعة الكندية فوز الليبراليين، إلا أنها لم تحسم بعد ما إذا كانت النتيجة ستؤدي إلى حكومة أغلبية أم أقلية.
وكان الاقتصاد الكندي قد شهد انتعاشاً بطيئاً، قبل أن تبدأ الولايات المتحدة في فرض رسومها الجمركية، مما أثر على العلاقات الثنائية بين البلدين.