في تطور يُنذر بتفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، وجّه الجيش الإسرائيلي تحذيرًا شديد اللهجة لسكان القطاع، مطالبًا بعدم التوجه إلى مراكز توزيع المساعدات التابعة لمؤسسة "غزة الإنسانية" اليوم الأربعاء.
وجاء في بيان نُشر على منصة "إكس" أن الطرق المؤدية إلى تلك المراكز تُعد مناطق قتال نشطة ويُحظر التنقل عبرها أو الدخول إليها منعًا باتًا، وذلك بسبب ما وصفه الجيش بـ "أعمال التحديث والتنظيم وتحسين الكفاءة".
من جهتها، أكدت مؤسسة "غزة الإنسانية" المدعومة من الولايات المتحدة أنها لن توزع أي مساعدات هذا اليوم، وتعد المؤسسة أحد أهم منافذ توزيع الإغاثة في القطاع، حيث تدير أربع نقاط توزيع رئيسية.
وكانت إسرائيل قد خففت الحصار المفروض على غزة منذ ما يقارب ثلاثة أشهر، بعد ضغوط دولية متزايدة.
المؤسسة واجهت مؤخرًا انتقادات دولية متصاعدة، تتهمها بأن أساليبها قد تؤدي إلى التهجير القسري للفلسطينيين.
وفي ضوء هذه الضغوط، استقال المدير التنفيذي للمؤسسة الشهر الماضي مبررًا قراره بـ "غياب الاستقلالية والحياد".
صحيفة "واشنطن بوست" نقلت عن متحدث باسم شركة "بوسطن" الاستشارية الأميركية إعلانها إنهاء التعاون مع المؤسسة، ما يزيد من تعقيد المشهد، خصوصًا بعد تأكيد مصادر مطلعة من الهلال الأحمر الفلسطيني والمجموعة الاستشارية أن استمرار المؤسسة دون دعم استشاري سيكون أمرًا بالغ الصعوبة.
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة في غزة مقتل 27 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 90 آخرين _بينهم إصابات خطيرة_ أثناء انتظارهم لتسلّم المساعدات في مركز التوزيع بمدينة رفح هذا الأسبوع.
وأفاد الجيش الإسرائيلي أنه أطلق طلقات تحذيرية قرب المكان، وأنه على علم بتقارير عن وقوع إصابات ويقوم حاليًا بالتحقيق في الحادث.
الأمم المتحدة دعت إلى فتح تحقيق فوري في مقتل المدنيين، فيما أشار البيت الأبيض إلى أنه يتابع القضية وينظر في صحة التقارير التي تفيد بإطلاق نار إسرائيلي على فلسطينيين كانوا يحاولون الحصول على المساعدات.