بعد هدنة وجيزة سادت أجواء القطاع، استأنف الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية، مستهدفًا هذه المرة مبنى مستشفى ناصر في خان يونس جنوبي غزة، عبر غارة جوية أودت بحياة الصحافي حسن أصليح الذي كان يتلقى العلاج هناك إثر إصابته السابقة في قصف استهدف خيمة للصحافيين قبل أسابيع، أدى إلى مقتل اثنين من زملائه.
الجيش الإسرائيلي أعلن أن الغارة استهدفت "مركز قيادة وسيطرة لحركة حماس داخل المستشفى"، مؤكدًا أن الموقع كان يُستخدم _بحسب تعبيره_ "لأنشطة إرهابية"، متهمًا الحركة باستخدام المدنيين كدروع بشرية في واحدة من أكثر الاتهامات تكرارًا في الحرب التي اندلعت في السابع من أكتوبر 2023.
وجاء هذا التصعيد بعد ساعات فقط من إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي _ الأميركي عيدان ألكسندر، البالغ من العمر 21 عامًا، والذي كانت تحتجزه حماس منذ أكتوبر 2023، حيث تم تسليمه إلى الصليب الأحمر الدولي، في خطوة فسّرتها بعض التحليلات على أنها محاولة من حماس لكسب دعم دولي قبل استئناف القتال.
ألكسندر كان يُعتبر آخر الأسْرى الأحياء من حملة الجنسية الأميركية لدى حماس.
رغم الإفراج عن ألكسندر، لا يزال في غزة 57 أسيرًا إسرائيليًا، تشير التقديرات إلى أن 34 منهم لقوا مصرعهم. كما تحتفظ الحركة منذ عام 2014 برفات جندي إسرائيلي آخر.
ومع استمرار العمليات العسكرية، تتواصل الخسائر البشرية في صفوف المدنيين، فقد بلغ عدد القتلى الفلسطينيين، وفقًا لوزارة الصحة التابعة لحماس، ما لا يقل عن 52,862 شخصًا منذ اندلاع الحرب، بينهم 2,749 منذ استئناف إسرائيل ضرباتها في 18 مارس الماضي بعد هدنة استمرت قرابة شهرين.
الضربة الجوية الجديدة على المستشفى أضافت فصلًا جديدًا في مأساة قطاع الصحة في غزة، الذي يتعرض لضغوط هائلة في ظل حصار مستمر ونقص شديد في المعدات والكوادر الطبية.