في مشهد يعكس تصاعد التوترات الإقليمية، أطلق وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس تصريحات نارية، متوعدًا إيران بتكرار ما فعلته إسرائيل مع الحوثيين في اليمن، في حال استمرت التهديدات.
وجاءت هذه التهديدات بعد سلسلة من الغارات الإسرائيلية على مواقع حوثية، وسط مؤشرات على انزلاق الأوضاع نحو مواجهة أوسع.
وقال كاتس في بيان رسمي اليوم الخميس إن "ما فعلته إسرائيل بالحوثيين سنفعله في إيران"، في إشارة إلى الضربات الجوية التي نفذتها إسرائيل مؤخرًا ضد أهداف تابعة للحوثيين في صنعاء والحديدة، كرد على هجمات استهدفت مصالح إسرائيلية في البحر الأحمر.
وأضاف وزير الدفاع أن "إسرائيل قادرة على الدفاع عن نفسها بقواها الذاتية ضد أي تهديد وأي عدو"، مشددًا على أن سياسة بلاده قائمة على الردع القوي والتدخل المباشر متى ما اقتضت الضرورة.
وتابع قائلًا : "ما فعلناه بحزب اللّٰـه في بيروت، وبحماس في غزة، وبالأسد في دمشق، وبالحوثيين في اليمن _ سنفعله بكم أيضًا في طهران"، في تصعيد لافت يكشف عن نوايا إسرائيلية محتملة لردع إيران بشكل مباشر.
وفي السياق ذاته، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل لن تقبل بأي تهديد لأمنها، مؤكدًا قدرة جيشه على مواجهة التحديات، وذلك بالتزامن مع اتفاق تهدئة أعلنته سلطنة عمان بين الولايات المتحدة وجماعة الحوثي، يقضي بوقف الهجمات المتبادلة في البحر الأحمر.
غير أن جماعة الحوثي استثنت إسرائيل من هذا الاتفاق، حيث صرّح القيادي عبد المالك العجري بأن "الممرات المائية آمنة لكل السفن العالمية باستثناء إسرائيل"، مضيفًا أن السفن الإسرائيلية "قد تكون عرضة للاستهداف" إذا مرت من تلك المناطق.
وتصاعدت التوترات في البحر الأحمر وبحر العرب منذ اندلاع حرب غزة، حيث استهدف الحوثيون سفنًا قالوا إنها مرتبطة بإسرائيل أو تتجه نحوها، قبل أن توسّع الجماعة نطاق عملياتها لتشمل السفن الأميركية والبريطانية ردًا على ضربات التحالف بقيادة واشنطن مطلع 2024.
وفي مارس 2025، أطلقت الولايات المتحدة حملة جوية مكثفة ضد مواقع الحوثيين، شملت ضربات شبه يومية، فيما شاركت إسرائيل في تنفيذ عشرات الغارات الجوية خلال الأيام الماضية.
وتشير هذه التصريحات والتحركات العسكرية إلى أن المنطقة تقف على شفا تصعيد جديد، قد تتورط فيه أطراف إقليمية ودولية بشكل أوسع، في ظل غياب أفق واضح للتهدئة أو التسوية.