في تقريرٍ نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، كشفت مصادر عسكرية عن تحولٍ لافتٍ في الوضع العسكري على جبهة الجولان السوري المحتل، بعد مرور ستة أشهر على سيطرة الجيش الإسرائيلي على المنطقة دون مقاومة تذكر.
الوجود العسكري الإسرائيلي في الجولان تضاعف ثلاث مرات خلال هذه الفترة، حيث تم إنشاء تسعة مواقع عسكرية جديدة داخل الأراضي السورية، وأصبحت القوات الإسرائيلية تتحرك بحرية عبر البلدات التي تقدمت إليها، مما جعل المنطقة تُعتبر آمنة.
في المقابل، أصبحت المواقع العسكرية السورية المهجورة، التي كانت مزينة سابقًا بأعلام سورية وصور للرئيسين حافظ الأسد وابنه بشار، رموزًا باهتة لنظام قديم.
من جهة أخرى، أشار ضابط رفيع في الجيش الإسرائيلي إلى أن نظام أحمد الشرع لا يزال يواجه صعوبة في توطيد سلطته، فهو لا يسيطر على مناطق واسعة، بما في ذلك الساحل الذي يهيمن عليه العلويون، والمناطق الشمالية التي تسيطر عليها تركيا والأكراد، والمناطق البدوية في الجنوب الشرقي. وأضاف أن المناطق الحدودية مع إسرائيل ليست من أولويات النظام في الوقت الراهن.
على صعيد آخر، تقدر الاستخبارات الإسرائيلية أن هيئة تحرير الشام لديها نحو 60 ألف مقاتل خفيف التسليح، ويتنقل معظمهم بشاحنات صغيرة.
وقد بدأت إسرائيل محادثات مع ممثلين أتراك لتنسيق النشاط العسكري في سوريا، حيث يعتقد الجيش الإسرائيلي أن تركيا مهتمة ببناء جيش نظامي تابع للشرع، خاصة بعد أن دمرت القوات الإسرائيلية جزءًا كبيرًا من ترسانة أسلحة الأسد الهائلة. لكن أنقرة لا تزال مترددة بسبب التكاليف المالية.
في ظل هذه التطورات، يُتوقع أن تستمر التحديات الأمنية واللوجستية على الحدود السورية، مع استمرار الجهود الإسرائيلية لتعزيز وجودها العسكري في المنطقة.