شنّ سلاح الجو الإسرائيلي، فجر الأربعاء 4 يونيو / حزيران 2025، غارات جوية عنيفة على مواقع عسكرية تابعة للجيش السوري في جنوب البلاد، وذلك ردًا على إطلاق قذيفتين صاروخيتين من الأراضي السورية باتجاه الجولان المحتل، سقطتا في مناطق غير مأهولة، بحسب بيان الجيش الإسرائيلي الذي حمّل الحكومة السورية المسؤولية الكاملة عن الحادث.
الغارات استهدفت مواقع استراتيجية في ريفي درعا والقنيطرة و ريف دمشق الغربي، أبرزها الفوج 175 في مدينة إزرع، تل المال، تل الشعار، تل الشحم، معسكر اللواء 90، محيط بلدة سعسع، واللواء 121 قرب كناكر، إلى جانب مواقع قرب نوى وتل المحص غرب بلدة نمر.
وذكرت الإعلام الإسرائيلي أن العملية مستمرة حتى 48 ساعة، وسط تحليق مكثف لطائرات حربية واستطلاع إسرائيلية.
الغارات أسفرت عن خسائر بشرية ومادية جسيمة، و دفعت إلى حركة نزوح كبيرة في مناطق حوض اليرموك بريف درعا الغربي.
أصوات الانفجارات سُمعت في مناطق بعيدة مثل الكسوة وقطنا، مع تصعيد غير مسبوق في عدد وكثافة الضربات.
وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، حمّل الرئيس السوري أحمد الشرع المسؤولية المباشرة، وهدد برد شامل.
كما أن الجيش الإسرائيلي شدد في بيانه قائلًا :
"قبل قليل، وفي أعقاب إطلاق قذائف باتجاه الأراضي الإسرائيلية، قصفت طائرات مقاتلة تابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي مواقع أسلحة تابعة للنظام السوري في منطقة جنوب سوريا.
يتحمل النظام السوري مسؤولية الوضع الراهن في سوريا، وسيستمر في تحمل عواقبه طالما استمر النشاط العدائي من أراضيه.
سيعمل جيش الدفاع الإسرائيلي ضد أي تهديد يُشكل لدولة إسرائيل".
من جهتها، نفت الخارجية السورية تأكيد إطلاق صواريخ تجاه إسرائيل، وأشارت إلى وجود أطراف تسعى لزعزعة الاستقرار.
كما أدانت القصف واعتبرته انتهاكًا للسيادة، مؤكدة أن دمشق لا تشكل تهديدًا لجيرانها، ودعت المجتمع الدولي إلى وقف الاعتداءات و دعم استقرار الجنوب السوري.
بالمقابل، قال المبعوث الأميركي إلى سوريا توم باراك، إن واشنطن تنوي رفع اسم سوريا من قائمة الدول الراعية للإرهاب، مشددًا على دعم الحكومة الجديدة والحوار مع إسرائيل باعتباره "مشكلة قابلة للحل".
الوضع في الجنوب السوري ما يزال متوترًا، والغارات مستمرة على مواقع مختلفة بين درعا والقنيطرة و ريف دمشق، وسط تحذيرات من تصعيد أوسع في حال تكرار الهجمات.