أكد مصدر عسكري إسرائيلي لموقع "واللا" أن الجيش الإسرائيلي أحرز تقدمًا جديدًا في السيطرة على أجزاء من مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، مشيرًا إلى أن المدينة أصبحت شبه خالية من المدنيين.
وأضاف المصدر أن الجيش لا يكتفي بالسيطرة الميدانية، بل يقوم بتدمير منهجي للبنية التحتية في المناطق المستهدفة بهدف منع إعادة استخدامها من قبل المسلحين التابعين لحركة حماس.
في غضون ذلك، أفادت مصادر طبية في غزة أن 55 فلسطينيًا قُتلوا خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية، جراء الغارات الإسرائيلية العنيفة على مناطق متفرقة في القطاع.
وقد كثّف الجيش الإسرائيلي من عمليات القصف والنسف، خاصة في شمالي القطاع، حيث تم استهداف نحو 22 منزلًا في مناطق متفرقة، بالتزامن مع اتساع العمليات البرية في محيط مستشفى الإندونيسي، ومنطقتي السلاطين وتل الزعتر، إضافة إلى بلدة جباليا.
كما طلب الجيش من السكان إخلاء منازلهم في تلك المناطق، في خطوة فُسرت بأنها تمهيد لعملية عسكرية جديدة مشابهة لما حدث في محور "موراج" بمدينة رفح.
هذا، وتواصل القوات الإسرائيلية عملياتها البرية في شرق خان يونس منذ أكثر من أسبوعين، تحت غطاء جوي كثيف من الطائرات الحربية والطائرات المُسيّرة، التي تلاحق النازحين الفلسطينيين.
في الجنوب، ازداد القصف المدفعي الإسرائيلي على رفح وخان يونس، حيث أطلقت المدفعية الإسرائيلية المتمركزة في بلدتي خزاعة وعبسان قذائفها نحو بلدة القرارة ومحيط أبراج حمد شمالي خان يونس.
وقد حذر المسعفون من تصاعد القصف، وسط مخاوف من توسع دائرة النزوح وتفاقم الكارثة الإنسانية.
وسط هذا التصعيد، دعت إسرائيل حركة حماس إلى الموافقة على مقترح أميركي لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن، مهددة بـ "القضاء عليها" في حال الرفض.
من جانبه، صرّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن الهدنة باتت "قريبة جدًا"، مشيرًا إلى اقتراب التوصل إلى اتفاق حول غزة.
إسرائيل، التي تواجه انتقادات وضغوطًا دولية بسبب الوضع الإنساني المتدهور في غزة، أعلنت عبر وزير الدفاع يسرائيل كاتس أن الجيش سيواصل عملياته "بكل قوة" بالتزامن مع إجلاء السكان المحليين من مناطق المعارك.
وأكد كاتس أن قادة حماس أمام خيارين : إما الموافقة على مقترح الموفد الأميركي ستيف ويتكوف أو القضاء عليهم.
من جانبها، قالت حماس إنها تدرس المقترح وتجري مشاورات مع الفصائل الفلسطينية بشأنه، لكنها عبّرت عن أسفها لغياب الضمانات لمواصلة التفاوض خلال الهدنة من أجل الوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار، واعتبرت أن المقترح لا يستجيب لمطالب الشعب الفلسطيني.
الأمم المتحدة حذّرت من أن "غزة أصبحت المكان الأكثر جوعًا في العالم"، وفقًا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية ( أوتشا )، الذي أكد أن 100% من سكان القطاع معرضون لخطر المجاعة.
كما أعلنت الأمم المتحدة أن مسلحين هاجموا مستودعات لمستشفى ميداني في دير البلح مساء أمس الجمعة، ونهبوا كميات كبيرة من الأدوية والمكملات الغذائية المخصصة للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية.
وأوضح المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أن هذه المساعدات وصلت قبل يوم واحد فقط عبر معبر كرم أبو سالم.
وقد أعلنت وزارة الصحة في غزة أن 4058 شخصًا على الأقل قتلوا منذ استئناف إسرائيل لعملياتها العسكرية الكثيفة في 18 مارس / آذار، مما رفع إجمالي عدد القتلى في الحرب إلى 54,321 شخصًا، معظمهم من المدنيين، النساء، والأطفال.
بينما تشير الأرقام الإسرائيلية إلى أن 1218 شخصًا قتلوا في هجوم حماس في السابع من أكتوبر، وأن من بين 251 مختطفًا لا يزال 57 في غزة، توفي منهم 34 شخصًا على الأقل وفق تأكيدات الجيش الإسرائيلي.
وتبقى المفاوضات بين الطرفين في حالة جمود، على الرغم من مؤشرات على اقتراب تهدئة مؤقتة في ظل تصاعد الجهود الأميركية والدولية.