أطلق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، تحذيراً صارخاً بشأن الأوضاع الإنسانية الكارثية في قطاع غزة، قائلاً إن "آخر الشرايين التي تبقي السكان على قيد الحياة توشك على الانهيار" ، وذلك في وقت يشهد فيه القطاع تصعيداً عسكرياً مقلقاً وقيوداً خانقة على إيصال المساعدات.
وقال المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك، في بيان صدر مساء أمس الاثنين، إن الأمين العام "صُدم من حجم المعاناة التي يتعرض لها المدنيون في غزة" ، وعبّر عن إدانته الشديدة "لاستمرار العنف، بما في ذلك إطلاق النار وقتل وإصابة الأشخاص أثناء محاولتهم الحصول على الطعام لأُسرهم".
وأشار دوجاريك إلى أن غوتيريش يشعر بقلق بالغ حيال التدهور السريع في الوضع الإنساني، لافتاً إلى تقارير متزايدة تتحدث عن انتشار سوء التغذية بين الأطفال والبالغين، في ظل انهيار شبه كامل للمنظومة الغذائية والصحية.
وفي ظل اشتداد الأعمال العسكرية، قال غوتيريش إن "الأنشطة العدائية المتصاعدة في الأيام الأخيرة تُفاقم من معاناة السكان" ، مشيراً إلى أن النظام الإنساني يتعرض لـ "عرقلة ممنهجة، وتقويض مستمر، وتهديد خطير".
وتطرق البيان إلى أوامر الإخلاء الجديدة التي أصدرها الجيش الإسرائيلي في مناطق بوسط قطاع غزة، وخاصة في دير البلح، حيث يتكدّس عشرات الآلاف من السكان.
واعتبر غوتيريش أن هذه الأوامر "تدفع المدنيين إلى مزيد من التهجير واليأس، وتعيق بشدة قدرة الأمم المتحدة والمنظمات الشريكة على إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة".
وشدد غوتيريش، عبر المتحدث باسمه، على ضرورة أن "تلتزم إسرائيل بتسهيل عمل وكالات الإغاثة، والسماح الكامل وغير المشروط بإيصال المساعدات الإنسانية التي تُقدمها الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى بكل الوسائل الممكنة".
وفي وقت سابق، دانت بريطانيا إلى جانب 24 دولة أخرى آلية توزيع المساعدات التي تتبعها إسرائيل، معبّرة عن قلقها الشديد من ارتفاع عدد الضحايا المدنيين خلال عمليات تسليم المساعدات داخل غزة.
يُذكر أن صوراً انتشرت مؤخراً لمواطنين فلسطينيين يصطفون أمام مطابخ خيرية في مخيم النصيرات وسط القطاع، في مشهد يعكس حجم الأزمة الغذائية التي تتفاقم يوماً بعد يوم، وسط تراجع المساعدات وغياب الأمان.