في واقعة أثارت موجة من الغضب والجدل داخل إيران، قرر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إقالة مساعده للشؤون البرلمانية، شهرام دَبيري، بعد تأكد الأنباء التي تحدثت عن قيامه برحلة سياحية باهظة التكاليف إلى القطب الجنوبي خلال عطلة عيد النوروز.
الرئيس الإيراني وجّه رسالة مباشرة إلى دَبيري قال فيها :
" في هذه الأيام، وبعد التحقق من الخبر، تبيّن بشكل قاطع أنكم كنتم في رحلة ترفيهية إلى القطب الجنوبي .. وفي ظلّ الضغوط الاقتصادية الهائلة التي يرزح تحتها المواطنون، و وسط كثرة المحتاجين، فإن مثل هذه التصرفات، حتى وإن كانت على نفقتكم الشخصية، غير مبرّرة ولا يمكن الدفاع عنها ".
القرار جاء ليفجّر مفارقة لافتة، خاصة أن مكتب دَبيري كان قد أصدر بيانًا قبل أيام ينفي فيه صحة الأنباء، واصفًا ما تردد بأنها "شائعات" و "أخبار مختلقة"، مؤكدًا أن الصور المتداولة "قديمة ولا علاقة لها بالوقت الحالي".
لكنّ الحقيقة ظهرت سريعًا، بعد أن نشرت زوجة دَبيري صورًا لهما على إنستغرام، ظهر فيها أمام سفينة سياحية تدعى "Plancius"، معروفة بتنظيم رحلات إلى القطب الجنوبي انطلاقًا من جنوب الأرجنتين، قبل أن تحذف الصور لاحقًا.
ولم يتوقف الأمر عند هذه اللقطة، إذ ظهرت أيضًا صور لهما في العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيرس، ما حوّل الشكوك إلى واقع مؤكَّد، أجبر بزشكيان على اتخاذ قرار الإقالة.
الرحلة التي استمرت أسبوعين وأثارت ضجة كبيرة، جاءت في توقيت حساس تعيش فيه إيران واحدة من أصعب فتراتها الاقتصادية، مع تصاعد الغلاء وتراجع القدرة الشرائية للمواطنين.
وبلغ الغضب ذروته مع القفزة المفاجئة في أسعار العملات الأجنبية، حيث تجاوز الدولار الأميركي في أول أيام العمل من العام الإيراني الجديد حاجز المئة ألف تومان، بزيادة خمسة آلاف تومان خلال أيام معدودة.
و وسط هذا المشهد المتأزم، بدأت وسائل إعلام محلية بتوجيه اتهامات أخرى لدَبيري، تتعلق بتوظيف أقارب ومقرّبين له في مناصب حكومية، ما عمّق من حجم الانتقادات. و رغم ذلك، لم تصدر أي مؤشرات من الحكومة حتى الآن بشأن فتح تحقيق في هذه التهم أو حتى التعليق عليها.
فضيحة دَبيري، التي بدأت بصورة من رحلة "مستبعدة"، تحوّلت بسرعة إلى اختبار سياسي علني لجدية الحكومة الجديدة في محاربة الفساد و رفع شعار العدالة الاجتماعية، بينما لا تزال أعين الإيرانيين تترقّب ما إذا كانت هذه الإقالة مجرد خطوة رمزية .. أم بداية لمرحلة أكثر صرامة ومحاسبة.