نفذت الطائرات الإسرائيلية فجر اليوم الأربعاء 16 يوليو / تموز، أربع غارات جوية على جنوب سوريا، استهدفت ثلاث منها أطراف محافظة السويداء، فيما طالت الرابعة اللواء 52 في ريف درعا الشرقي، وذلك رغم تعهد إسرائيلي سابق بوقف الهجمات في المنطقة.
الطائرات الإسرائيلية حلّقت في أجواء الجنوب السوري عقب تنفيذ الضربات.
هذا التصعيد أتى رغم تأكيد قناة 12 الإسرائيلية نقلاً عن مسؤول أميركي أن واشنطن طلبت من تل أبيب وقف الهجمات على مواقع الجيش السوري في الجنوب، وأن الحكومة الإسرائيلية تعهدت فعلياً بوقف العمليات مساء الثلاثاء.
موقع "أكسيوس" الأميركي نقل أيضاً عن مسؤول في إدارة الرئيس دونالد ترامب أن إسرائيل أبلغت واشنطن بنيتها وقف الهجمات، وهو ما أعلنه الصحفي براك رافيد في منشور له على منصة "إكس"، مشيراً إلى أن الالتزام الإسرائيلي لم يستمر طويلاً.
توماس برّاك المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، عبّر عن قلق بلاده من التصعيد الأخير، وكتب على منصة "إكس" أن واشنطن تعمل بشكل فعّال مع كل الأطراف السورية بهدف الوصول إلى تهدئة شاملة، مشيراً إلى أن الاشتباكات الأخيرة في السويداء تثير القلق، وأن واشنطن تسعى إلى حلّ متوازن يشمل الدروز، والقبائل البدوية، والحكومة السورية، والقوات الإسرائيلية.
واعتبر برّاك أن سوء التنسيق وضعف التواصل يمثلان أكبر التحديات، مؤكداً أن الإدارة الأميركية تجري حوارات نشطة ومباشرة مع كافة الأطراف المعنية.
على الصعيد الميداني، انتشرت القوات الحكومية السورية في مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية، وذلك بعد يومين من المواجهات العنيفة التي اندلعت الأحد بين مقاتلين دروز ومسلحين من عشائر البدو المحليين، وأسفرت عن عشرات القتلى والجرحى.
هذه الاشتباكات دفعت السلطات السورية إلى إرسال تعزيزات إلى المدينة بهدف استعادة السيطرة وفرض الأمن.
في خطوة لاحتواء التصعيد، أعلنت وزارة الدفاع السورية يوم أمس الثلاثاء، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، عقب اتصالات مكثفة بين السلطات الرسمية و وجهاء من السويداء.
وقد تبع الاتفاق إعلان رسمي بدخول الجيش السوري إلى المدينة، التي كانت منذ فترة تحت إدارة محلية درزية تولت الأمن فيها بشكل شبه ذاتي.
في المقابل، واصلت إسرائيل قصف مواقع تابعة للجيش السوري في الجنوب منذ الاثنين، وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في منشور على "إكس" : "الضربات الإسرائيلية كانت رسالة وتحذيراً واضحاً .. لن نسمح بالإساءة للدروز في سوريا".
هيئات روحية درزية دعت في بيانات أصدرتها المقاتلين المحليين إلى تسليم أسلحتهم، وعدم مواجهة الجيش السوري، في محاولة لتجنيب المدينة المزيد من التصعيد والفوضى.
السويداء، التي يبلغ عدد سكانها نحو 150 ألف نسمة، تعيش منذ سنوات في وضع أمني خاص، وتعد من المناطق القليلة في سوريا التي ظلت خارج سيطرة مباشرة من الحكومة المركزية حتى تطورات الأيام الأخيرة.