هدير المدفعية الإسرائيلية لا يتوقف، وأصوات الانفجارات تتردد على مسافات بعيدة .. المشهد في درعا يزداد توترًا، والمواجهات تتخذ منحى جديدًا لم يشهده الجنوب السوري من قبل.
في تطور لافت، اندلعت مواجهات مسلحة بين الأهالي في درعا وقوات الاحتلال الإسرائيلي، وسط تحركات كثيفة لشباب المدينة باتجاه نوى، حيث يرصد تحليق مكثف لطائرات مروحية تعمل على إجلاء المصابين من صفوف الجيش الإسرائيلي بعد وقوعهم في كمين محكم ومباغت نفذه السكان، مما أدى إلى سقوط إصابات في صفوف الاحتلال.
الرد الإسرائيلي جاء سريعًا وعنيفًا.. غارات جوية مكثفة استهدفت حرش الجبيلية غربي نوى، مما أسفر عن سقوط 10 قتلى من أبناء المدينة، تزامنًا مع قصف مدفعي متجدد استهدف تل الجموع غربي درعا، في محاولة يائسة للسيطرة على الموقف.
وفي خضم هذه التطورات، اندلعت اشتباكات مباشرة في مدينة نوى بين عناصر من الجيش الإسرائيلي ومجموعات من أبناء درعا، في مشهد غير مسبوق يفتح الباب على احتمالات تصعيد أكبر في الساعات القادمة.
لكن الحدث الأبرز كان في مطار حماة العسكري، حيث شهد واحدة من أعنف الضربات الجوية في السنوات الأخيرة، بأكثر من 23 غارة خلال 30 دقيقة فقط، ما أدى إلى تدمير شبه كامل للمطار، بما في ذلك المدرجات وجميع الطائرات الرابضة فيه، في تطور قد يحمل أبعادًا خطيرة على المشهد العسكري الإقليمي.
التصعيد المتسارع دفع الخارجية السورية إلى إصدار بيان غاضب، أدانت فيه الهجمات الإسرائيلية، معتبرةً أنها "محاولة متعمدة لإعادة إشعال الفوضى في سوريا"، داعيةً المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوضع حد لهذا العدوان.
هل نشهد بداية لمعادلة جديدة في الجنوب السوري ؟ الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة وسط تطورات متسارعة تُنذر بما هو أكبر .