في واحدة من أبشع الجرائم التي هزت محافظة الإسماعيلية، تحولت الصدفة إلى مفتاح كشف جريمة بشعة، بعدما عثر حارس عقار على بقايا عظام بشرية أثناء قيامه بتوسعة غرفته بالطابق الأرضي في أحد المباني بمنطقة أرض الجمعيات.
لم يتوقع الحارس أن أدوات الحفر ستقوده إلى سرّ دفين ظلّ مجهولًا لأربعة أشهر.
القصة بدأت عندما لاحظ الحارس أثناء الحفر شيئًا غير معتاد، عظام بشرية ظهرت من تحت الأسمنت، لتبدأ على الفور رحلة الشكوك والبلاغات، حيث قام بإخطار قوات الأمن التي انتقلت سريعًا إلى المكان. بالفحص المبدئي، تبين أن العظام تعود إلى جثمان مدفون داخل أساسات البناء، ومع تعمق التحريات، تبيّن أن الجثة تعود لسيدة عشرينية كانت قد اختفت قبل أربعة أشهر، وقد أبلغت أسرتها عن اختفائها وقتها.
تشكّل فريق من البحث الجنائي لفك لغز الجريمة الغامضة، وبالرجوع إلى محاضر التغيب وكاميرات المراقبة والتقارير الطبية الشرعية، بدأت خيوط القصة تتضح.
كاميرات المراقبة وثّقت آخر ظهور للضحية وهي برفقة زوجها، وهو ما وضعه في دائرة الشك سريعًا.
وبعد مواجهته، لم ينكر الزوج الجريمة، بل اعترف بتفاصيلها كاملة، كاشفًا عن أن خلافات زوجية دفعته لارتكاب فعلته الشنيعة.
في لحظة عنف طائش، أقدم الزوج على قتل زوجته، ثم لجأ إلى دفن جثمانها تحت أساسات المنزل، وصب فوقها الأسمنت لإخفاء الرائحة التي قد تصدر مع تحلل الجثمان، ثم شيّد جدارًا كبيرًا في محاولة لإغلاق الملف نهائيًا. لكن مخططه انهار تمامًا أمام ضربة معول حارس بسيط كان يبحث عن مساحة أكبر في غرفته.
المفاجأة الصادمة لم تكن فقط في اكتشاف الجريمة، بل في أن الزوج ظلّ طيلة الأشهر الأربعة الماضية يتظاهر بالقلق على زوجته المفقودة، ويشارك أسرتها البحث عنها، بل ويؤكد في تحقيقات سابقة أنه لا يعرف عن مصيرها شيئًا.
التحقيقات لا تزال جارية، والزوج الآن خلف القضبان بانتظار محاكمته، في وقت لا تزال تفاصيل الجريمة تُروى في الإسماعيلية كأنها مشهد من فيلم رعب، لكن أبطاله هذه المرة من الواقع.